لَمِيس :
ــــــــــــــــــــ
أوّاه من لميس وخدّها الأسيل .
أوّاه من فمها ومبسمه الجميل .
أوّاه من شعرها ومدّه الطويل .
على متنها كعاشق الشمس ساعة الأصيل .
ــــــــــــــــــــــ
ثم جاء الذئب ،،، وأقعى .
ثم قال : من لميس ؟
قلت : امرأة ،،، ككرائم النوق يتمايلن ويُقْبِلن إذا حُدِيْنا ،،، وينفرن في الأصقاع إذا جُفينا .
وبها من ماء الغضاضة ما تنوء بكوكبة العيس .
قال : ألميس هو اسمها ؟؟؟
قلت : لا ،،، بل لقب أطلقته عليها .
قال : ولم ؟
قلت : لأنها اللميس ولا شيء غيره ،،، تأنس بلمسها الكف ، ويدعو الخد ناظره أن هاكني والمس ما لم يتحسسه باحث ولم يجسه فاحص .
قال : ماذا ! لم يجسه فاحص ! أبِكْر هي ؟
قلت : بِكْر القلب يا ذئب ،،، وهو لي ، ولا ينازعني فيه أحد ،،، ولعلي أجوسها خلال الهُيام كشارد يلتمس الأمن والقرار .
قال : ألمستها ؟
قلت : بقلبي .
قال : هِه ْ ،،، وما أجدى عليك ذلك ؟
قلت : الوَلَه يا صاحبي .
قال : كيف ؟
قلت : عيطلة في اعتدال ،،، بعد أن اتلأبّ الحسن فيها واكتمل ،،، فتهاوت عليّ مصائب أنوثتها وترادفت ،،، بجمال بارع ، وتمام شباب ، وحسن قدّ وقامة .
ضحك وقال : فما فعلت بك أيها المسكين ؟
قلت : جعلت تحُزّني بشفرة وَطْفِها حتى سنّتْنِي ذبيح العشق .
وجعلت تفري كبدي بحمرة فمها حتى خلّفتني طريحا وجيبا .
يا ذئب ،،، ما جُعلت تلك الفتاة إلا لتتم النقص ،،، وما نُحِتت إلا لحياكة السحر ،،، أنوثة استثارت الرجولة واستنطقت الحُب .
قال : يا مسكين ،،، وماذا فعلت ؟
قلت : نزعتُ إليها ليلا لأُفرغ فيها حبي ، وأصبّ فيها عشقي .
ورغم محاولتي تشعيث وجهتي ،،، غير أنها أبت إلا أن تكون الأجمل ،،، والغالبة على غيرها .
قال : ألهذا الحد بلغ منها الجمال ؟
ضحكتُ وقلت : إسمع يا ذئب ،،، قد أرجف القبح حيالها ظنا منه أن الإتقان صنعته ،،، فخسئ وغار غورا بعيدا .
فكما بينها وبين القبح من تنافر ،،، فبينها وبين الحسن تجاذبا .
وكما بينها وبين النكر من عداء ،،، فبينها وبين التواد تماسكا .
ولقد ألقيت عليها نظرات جاريتها فيها بحسب شدة جذبها .
قال : أوَتجذب هي ؟
قلت : أجذب من النجم لكوكبه ! .
والدويهية الأدهى أنها سكنت الفكر وتمددت فيه ،،، ولقد نازعتني الفؤاد ، فجعلت أناضل وأدفع إلى التسليم بصحتها لي ،،، لأنها الصحيح .
قال : أتحبها ؟
قلت : الحب قليل يا صاحبي ! .
ضحك وقال : مَهْ ؟
قلت : أريد أن أمتهدها وأتفرّق منها ،،، ثم أعود أستجمعها لتستجمع ما ندّ عني .
فإن أفاضت فلي ،،، وإن حُبِست فمردّها إليّ ،،، وإن عزّت فأنا الجسد وهي الروح ،،، أحيا بها وتحيا بي .
قال : أشهد أنك تعشقها .
قلت : لم تجانب الصواب يا ذئب .
ثم
نظرت إلى الشمس وكانت ساعة الغروب ، فقلت : يا لميس ،،، أحبكِ وأعشقكِ .
ــــــــــــــــ انتهى ـــــــــــــــــــــــــ ـ
حسين الطلاع
6/2/2011
المملكة العربية السعودية – الجبيل