أصعدُ سلّم شوقي، لأنتشل عنقود قلبك، أفرطُ حباتهِ فوقَ قلبي،أتلملمُ تحته، و أتدثّر بدفئهِ، من شتاء خوفي، فتلتصقُ فوق وجنتيّ ذكرياتُ حبّك، تتكوّر بحزنٍ بين كريات دمعي، و تغفو آمنة.
كبيرٌ حبّك لي، و صغيرٌ قلبي.. لا يحتمل منكَ كلّ هذا العذاب، أريدكَ يا حبيبي أن تصغي و لو لمرةٍ واحدة، إلى صوتِ سنابلُ وَحدتي وكم بكتْ فوق أعشاش غيابك، و كم خدعتُ وحشةَ لوعتي ببسمةٍ كاذبةٍ، أمسحُ بها كيدَ أوجاعي..
أريدكَ أن تكونَ أنا، و لو للحظةٍ واحدة، لتعلمَ كمْ من العمرِ أفنيتُ في حبك، و كم قلّمتُ من أغصانِ حنيني، حتى لا تمتدّ إليكَ أشواكها، فتلعقَ قلبك القاصي، يا حبيباً بكتْ من أجله كلّ مدنِ أحلامي، و سقتْ بدمعها حتى سحبَ الإرواء، فغطتْ ببياضها سوادَ ليلك المكتحل بقسوة الرحيل.
بتّ أكرهُ شيئاً يحملُ معنى اسمي، لأنّي ما ولدتُ لأكون في يومٍ أملاً، و لأنني أصلا أنثىً ترقص على عُمرها أوراق اليباس، و تتنسّم بعبقِ حزنها ذئاب الوحشةِ، و أشواك الانتظار.
أيها المجدول بضفائر أوجاعي، و المعجون بكلّ دفءٍ بين حنيني وبين غرفِ أنفاسي، ما عادت أجنحة الفراشاتِ تتلوّن بلحظات فرحي، و لا وردات عمري باتت يافعة، حتى غزا الخريفُ أغصانها، فشاخ عودها، و شاب شَعري، و طيفكَ ما زال يلاحقني، تقتلني عيناك الجميلتان كلّ يومٍ ألف مرة.. و هما تلبسان لون العتاب.. لماذا تغيبين يا حبيبتي؟
والله لم أغبْ !
لكنني أنتظرُ كلّ يومٍ أن تعيد إليّ نَفسي التي ضاعتْ بعدكَ، أريدها لأعيشَ بعدَ رحيلك يوماً جديداً، و من أجل أن أحبكَ كما كنتُ قبل ألف عامٍ.. أحبك.. من بعيد..!منى الخالدي
19-01-2010