الأخ الكريم والقاص الجميل : ياسر ميمو
أولاً : أنا أشكرك دائماً على قدرتك الجميلة على العطاء والكتابة المستمرة وهي لا شك مزية
ثانياً : اسم لي أن أتناول القصة الأولى كمثال ، وأن أضيف أو أفصل على ما قاله الأستاذ مصطفى حمزة من خلال القصة الأولى
ولنبدأ في عرضها :
( المرحومة )
كان يراها في ليالي الشتاءِ الباردة تجلسُ على باب المسجد و إلى جانبها ترقدُ طفلتها الصغيرة
وقد دلت ثيابها الرّثة عن حالتها المُزرية و روى وجهها الملائكيُ حكاية طفولتها البائسة كانت
ترفعُ بصرها إلى الأعلى و تمدُ يدها إلى الأسفل لُتُفهم الناس بفطرتها أن أصل الرزقِ من السماء
فلا مِنةً و لا فضل لأهل الأرض فيما يتصدقون به و كلما اقتربوا منها اسمعتهم بصُوت قد ٍمُزِج
بدمعٍ القلب (( مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ ))
لتخاطبُ فيهم ضمائرهم ونخوتهم وبقية إيمانهم لكن أكثرهم ما كان ليستجيب لذلك العرض الإلهي
المُربح ما دام القلب في غُلف والنفس غارقةُ في مُستنقع الأنا أما هو فقد كان كثيراً ما يُسارع إلى
إعطاءها ما يقدرُ عليه من المال خشيةً أن يُحشر يوم القيامة دون ظلٍ يظله مع الذين قد سمعها يوما ً
تدعو عليهم بعد أن يئست من رجوع مروئتهم إلى الحياة ................مُجدداً
ولنبدأ في وضع الملاحظات ، وهي من وجهة نظري ولك أن تأخذ منها ما تحب :
1- كان يراها - تجلس على باب المسجد - ترقد طفلة - دلت ثيابها - روى وجهها الملائكي - ترفع بصرها - تمد يدها - تفهم الناس - تخاطب فيهم
الأساليب الخبرية لا تصنع نصاً أدبياً ، وكنت أحب لو نوعت بين الخبري والانشائي ,وزدت من جرعة الصور البلاغية
2- ( مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ ))
تخاطبُ فيهم ضمائرهم ونخوتهم وبقية إيمانهم لكن أكثرهم ما كان ليستجيب لذلك العرض الإلهي
المُربح ما دام القلب في غُلف والنفس غارقةُ في مُستنقع الأنا
استخدام الآية في قلب النص والأسلوب الوعظي المباشر يخرج بالنص من الجانب الأدبي الى الجانب الوعظي ويضع النص في غير محله ،
والتكرار في بعض الألفاظ التي تقود الى نفس المعنى يضعف النص / مثل قولك ضمائرهم ونخوتهم وبقية ايمانهم
وكذلك التكرار في هذا السطر :
وقد دلت ثيابها الرّثة عن حالتها المُزرية و روى وجهها الملائكيُ حكاية طفولتها البائسة كانت
3- هناك بعض الكلمات تحتاج الى مراجعة من ناحية لغوية مثل :
اسمعتهم - لتخاطبُ - إعطاءها - خشيةً - مروئتهم
وأعتقد أن الصحيح : أسمعتهم - لتخاطبَ - اعطائها - خشية (بدون تنوين ) - مروءتهم
4- هناك تراكيب ثقيلة تضعف بنية النص مثل :
خشيةً أن يُحشر يوم القيامة دون ظلٍ يظله مع الذين قد سمعها يوما ً تدعو عليهم بعد أن يئست من رجوع مروئتهم إلى الحياة
5 - طريقتك في الكتابة والتي تصر عليها دائماً وتعتمد فيها على بتر السطر الواحد دون أن تنتهي الجملة لتكملها في سطر آخر :
مثل : قد دلت ثيابها الرّثة عن حالتها المُزرية و روى وجهها الملائكيُ حكاية طفولتها البائسة كانت
ترفعُ بصرها إلى الأعلى و تمدُ يدها إلى الأسفل لُتُفهم الناس بفطرتها أن أصل الرزقِ من السماء
6 - وهو الأهم : أين التكثيف ؟ هذه قصة قصيرة جداً يجب أن كون مكثفة وتبتعد عن الأسلوب الوعظي الارشادي المباشر وأن تفضل الصيغ البلاغية الانشائية على الجمل الخبرية وأن تكتبها بطريقة عادية دون بتر الأسطر وأن تترك الحكم وآيات القرآن الكريم والأحاديث الى خارج النص أو حاشيته لا في متنه ، هذا باختصار ما أردت قوله
هل نحاول معاً أن نكتب المرحومة مرة أخرى
سأسمح لنفسي بهذا ولتعذرني فهي محاولة ليس أكثر
ولنرى
على عتبة المسجد من الخارج وقفت طويلاً ونظرت الى .. فراغ ..
حسنة قليلة ..
تقولها وتصمت ، لأن صراخ ابنتها الصغيرة على حضنها أوقف صوتها ، رأيتها تمسح دموع ابنتها بمنديل قديم ، ثم ترفع صوتها قليلاً ، عل أحداً من المارين يتمكن من رؤيتها ، حتى لقد خيل لي أنني وحدي من يراها ، ترى هل اختفت هي من أمامهم ؟ أم العكس ؟ أقترب منها لأضع في يدها قرشاً أو أكثر كما تعودت ، وأنصرف وأنا أسمع ألوان الدعاء تحيط بي من كل جانب ..
حسنة قليلة ، ولا تكمل
لأن عتبة المسجد اليوم بها كل شيء ..
سواها
هذه محاولة مني وأنا مقل أساساً في أي محاولة للقصة القصيرة جداً ، لأن عشقي الأول والأخير للقصة القصيرة بشكلها الذي نعرف
فما رأيك ؟
قلمك واعد ، وفكرك يحدد لك مسارك بوضوح
فقط لا تنزعج منا ان قدمنا لك نصحاً
ولك ما تشاء حتى ترضى
تقديري