أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13

الموضوع: قــلة قـــنــــــــــــــاوى

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي قــلة قـــنــــــــــــــاوى


    قــلة قـــنــــــــــــــاوى



    انكسرت القلة ، وكانت معلقة على نافذة الدور الأرضى للأسطى متولى العامل بشركة الغزل، حيث كانت تقف البنت الحلوة نجوى التى يشتهيها كل شبان الحارة لجمالها وروعة مشيتها المتأنية الواثقة. كانت بغمازتين صغيرتين فى وجنتيها ، ونظرة ساحرة لايمكن أن يخفيها حزن عابر .
    الجميع ينتظرها وهى تنتظر أباها الذى دخل السجن منذ عامين بتهمة توزيع منشورات ضد نظام الحكم ، وحكم عليه بثلاثة أعوام . تقف فى النافذة ، ببلوزة كتان رقيقة ، حول رقبتها العاجية عقد من العقيق الأحمر، فصوصه تخطف الأبصار ، تنظر للعابرين تحت نافذتها ، وصوت أمها يلح عليها أن تدخل لتذاكر دروسها ، فتمد يدها بالربع جنيه لتحصل على كوب عرقسوس بارد ، تطفو على سطحه قطع ثلج ناصعة.
    انكسرت القلة ، وجاءت الأم تؤنبها ، وتسأل عمن كسرها ، والبنت تخفى السبب الحقيقى ، أمافريد الشاب النحيف فقد تحرك بعيدا بعد أن فعل فعلته، وأجبرها على أن تلجأ لهذا الأسلوب العجيب .
    لم تسترح الأم للسبب الذى ذكرته نجوى إذ زعمت أن ولدا كان يصوب قطعة صخر نحو عصفور فأخطأ هدفه ؛ فلا يوجد بالحارة إلا شجرتين ليست بهما عصافيرولا خفافيش !!
    رفعت الأم سبابتها ، وصنعت قوسا يمر بجبهتها : الكلام دم ما يدخلش دماغى . يالله على جوة !
    داخل البيت جلست نجوى تعد الأيام الباقية على زيارة أبيها فى المعتقل بسجن طرة . وتحسب الكلام الذى ستقوله لفريد الشاب الذى يوصلهما كل مرة حتى هناك .
    قال لها فريد أنه يحبها ، وسيطلب يدها من أمها فور تجهيز نفسه ، وأصرت نجوى أن ينتظرعاما آخر ، حتى يخرج الأب ويضع يده فى يد فريد .
    عصر اليوم جاء ،صفر بفمه لحنا مميزا يتقنه ، خرجت تستفسر الأمر . تلكأ تحت النافذة ، قال بصوت هامس : نظرة يا أمورة .
    فلما نهرته لأن الحيطان لها آذان، وهما ليسا مراهقين ليفعلا مثل الصغار ، صمم أن تناوله القلة ليروى ظمأه .
    البنت العنيدة رفضت ذلك ، وقالت له بحدة : أن البيوت لها أبواب . من يريد الزواج يدخل من الباب لا النافذة .وهى لم تسمع عن خطوبة تأتى من النافذة !!
    فلما تلكأ أكثر ، وسبل ّ عينيه وعمل مثل أبطال الأفلام المصرية فى الثلاثينيات ، مدت يدها للقلة ، وبدلا من أن تعطيها إياه خبطتها على الحافة العريضة المكسوة بحديد مشغول، فانكسرت ، ورمت القطع البنية اللون على رأسه ، فولى هاربا .
    انكسرت القلة ، وأخفت عن أمها السبب ، لكنها يوم زيارة أبيها فى المعتقل ، ومعهما أصناف من المحشى ورق عنب ، والباذنجان ، والفلفلة ستخبره أنها لن تتزوج إلا بعد خروج الأب . وأنها لن تضع قلة على الشباك ، ستنهره ، وأ مها تصعد وتهبط أدوار مصلحة السجون للحصول على تصريح الزيارة . وأبدا أبدا لن تمد يدها بالقلة الفخار القناوى من النافذة لأى شاب . بنات الأصول لا يفعلن هذا حتى لو كان أبيهن غائبا !!


    القاهرة 2/ 5 / 2004

    * النص الخامس والأخير من " احتمالات الحب " .

  2. #2
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 2,362
    المواضيع : 139
    الردود : 2362
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي

    السلام عليكم

    كنت انتظرها اديبنا الجميل / سمير الفيل

    هذه المرة الحب بالشومة والعصا ( ههههه )

    المرات السابقة كان الحب بالفل والياسمين والجورى
    المرة دى بكسر القله على دماغ فريد
    لما القسوه فى اللغة هذه المرة ؟

    بصراحة اعجبتنى التفاصيل الدقيقة من اول وصف نجوى لتفاصيل المكان ودواعى غياب الاب


    ايحاءات القصة جاءت على غير نهايتها- كنت اظن ان نجوى تعطى تبرير لأمها وتخبىء علاقتها بفريد ولكنك فاجئتنا برأيها وكان حاسما " بنات الأصول لا يفعلن هذا حتى لو كان أبيهن غائبا !!"

    شكرا لك على اتمام هذه المنظومة الجميلة لحالات الحب

    وقد راينا فيها كل علاقات البشر ورده فعلهم وتأثير الحياة على سير حياتهم وكثير من الأمور التى وصفتها بدقة

    ولكنى اسأل هل مازلت مصمما ان تسمى القصص احتمالات الحب؟ اراها تشرح احتمالات استمرار الزاوج والعلاقات بين البشر - والعوامل المؤثرة ..

    لك منا كل الود والتقدير نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لا تطل الغياب - ننتظر كل جديد

  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسيبة بنت كعب

    كنت انتظرها اديبنا الجميل / سمير الفيل

    هذه المرة الحب بالشومة والعصا ( ههههه )

    المرات السابقة كان الحب بالفل والياسمين والجورى
    المرى دى بكسر القله على دماغ فريد
    لما القسوه فى اللغة هذه المرة ؟

    بصراحة اعجبتنى التفاصيل الدقيقة من اول وصف نجوى لتفاصيل المكان ودواعى غياب الاب


    ايحاءات القصة جاءت على غير نهايتها- كنت اظن ان نجوى تعطى تبرير لأمها وتخبىء علاقتها بفريد ولكنك فاجئتنا برأيها وكان حاسما " بنات الأصول لا يفعلن هذا حتى لو كان أبيهن غائبا !!"

    شكرا لك على اتمام هذه المنظومة الجميلة لحالات الحب

    وقد راينا فيها كل علاقات البشر ورده فعلهم وتأثير الحياة على سير حياتهم وكثير من الأمور التى وصفتها بدقة

    ولكنى اسأل هل مازلت مصمما ان تسمى القصص احتمالات الحب؟ اراها تشرح احتمالات استمرار الزاوج والعلاقات بين البشر - والعوامل المؤثرة ..

    لك منا كل الود والتقدير نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لا تطل الغياب - ننتظر كل جديد


    نسيبة بنت كعب

    أهلا بك يا أستاذة ..
    غبت أياما لحضور مؤتمر " الخطاب العربي عند منعطف القرن الواحد والعشرين " الذي نظمته كلية الآداب بطنطا. وكانت لي مشاركة هي شهادة حول تجربتي القصصية .فمعذرة للغياب القسري .
    نأتي للنص الأخير من " احتمالات الحب " ، وكما رأيت أنت فيه قسوة وواقعية مفرطة . البنت تعلمت ـ ربما من الحياة ـ أنه لا مكان للرومانسية هنا ، وللكلام المزوق . وأمام اصرار الشاب التي تحبه رغم كل شيء رأت ان تلقنه درسا عمليا لن ينساه.
    وقد أعجبتني البنت نجوى فعلا .
    وتصرفت هي كما تريد وخرجت عن طوعي .
    صورة من صور الحب ولكن بطريقة تجمع الواقعية والصرامة .

    أشكر أنك أول من تعامل مع النص نقديا ، فمنحتيه شيئا من نبلك وجمال روحك .
    ألف شكر لك أستاذة نسيبة.

  4. #4
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الفاضل الاديب القاص الاستاذ سمير الفيل

    كنت اقرأ قصة قلة قنــاوي , وقد غلبت على وجهي ابتسامة عريضة , لم استطع حبسها , اتابع التفاصيل الدقيقة , والصور والتداعيات , وكنت اسرع الخطى بشوق للوصول الى النهاية , وعلى الرغم من انك كنت تريد ايصال غرض هادف من العمل , فقد ازدادت مساحة الابتسامة على وجهي , امام هذه الصورة المجتمعية الموفقة .

    اخوكم
    السمان

  5. #5
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. محمد حسن السمان


    كنت اقرأ قصة قلة قنــاوي , وقد غلبت على وجهي ابتسامة عريضة , لم استطع حبسها , اتابع التفاصيل الدقيقة , والصور والتداعيات , وكنت اسرع الخطى بشوق للوصول الى النهاية , وعلى الرغم من انك كنت تريد ايصال غرض هادف من العمل , فقد ازدادت مساحة الابتسامة على وجهي , امام هذه الصورة المجتمعية الموفقة .

    د. محمد حسن السمان..

    بالتأكيد جاءت الابتسامة لما رأيته من تصرفات الفتاة .
    وفي رأيي أن نجوى كانت محقة في تصرفاتها ؛ فهي ترى أن الحب الحقيقي ينبغي أن يعيش في النور ، وألا يأخذ شيئا من كرامتها ..

    تحياتي لقلم فياض بالعذوبة.

  6. #6
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    المبدع الكبير / سمير الفيل

    المشهد تخيلته فعلا وعشت معه بواقعه و خياله الخفي ، النص أو كتاباتك عموماً تتصدر الواقع الذي يطفو على سطحها ولكن مصهور الخيال يسكن تحته ، هذا النص يعكس لنا شخصية بنت الحارة ، أو بنت البلد التي تحلم بالحب المشروع الذي يأتي من الباب أما الحب الذي يأتيها من الشباك فإنها تطرده وتكسر وراءه قلة قناوي .

    احترامي لك

  7. #7
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    سمير الفيل.................

    عندما يكون الواقع...مصدر الكاتب في الاستسقاء...

    فانه بلا شك...يقدم اعمالا مثل اعمالك هذه....

    جميل ان نجد صور بنت الحارة تعيد لاذهاننا...تلك الازقة...والاحياء...


    تقديري واحترامي

    جوتيار

  8. #8
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    Post

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سامي البوهي
    المبدع الكبير / سمير الفيل

    المشهد تخيلته فعلا وعشت معه بواقعه و خياله الخفي ، النص أو كتاباتك عموماً تتصدر الواقع الذي يطفو على سطحها ولكن مصهور الخيال يسكن تحته ، هذا النص يعكس لنا شخصية بنت الحارة ، أو بنت البلد التي تحلم بالحب المشروع الذي يأتي من الباب أما الحب الذي يأتيها من الشباك فإنها تطرده وتكسر وراءه قلة قناوي .

    احترامي لك
    محمد سامي البوهي ..

    أسترعى انتباهي هذا النوع من الحب المبني على الفهم العميق للحياة ، والذي يجمع بين العقل والعاطفة في آصرة لاتنفصم .
    من الواقع استلهم معظم قصصي غير أن الخيال يسهم في تقديم الأفق الاحتمالي .

    تحياتي إليك.

  9. #9
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر
    سمير الفيل.................

    عندما يكون الواقع...مصدر الكاتب في الاستسقاء...

    فانه بلا شك...يقدم اعمالا مثل اعمالك هذه....

    جميل ان نجد صور بنت الحارة تعيد لاذهاننا...تلك الازقة...والاحياء...


    تقديري واحترامي

    جوتيار
    جوتيار تمر..
    ربما لا أقصد أن أقدم صورا شعبية مغرقة في محلياتها . لكن الشيء الذي أعرفه وعايشته هو ما قدمته هنا . كما أن مثل هذه العلاقات الإنسانية مررت بها من خلال رصد دقيق وأمين.
    شكرا لك يا صديقي .

  10. #10
    أديب وناقد
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : بعلبك
    المشاركات : 1,043
    المواضيع : 80
    الردود : 1043
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    أخي العزيز سمير الفيل
    جميل أن يختط الكاتب لنفسه نهجا محددا كأسلوب كتابي يعجب القراء .
    بنت البلد الجدعة تستهويك تماما كما تستهوي كل ابن بلد حمش .
    رغم الهنات الهينات في القصة فإنها تنقل لنا مشاهد صادقة من حياتنا الواقعية .
    دمت في خير و عطاء

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة