مزَّقْتُ أيّامي سِباحةً..أسير في الاتّجاه المُعاكِسِ للأمواج..كل مرّةٍ أستَجْمِعُ كامل َ قُوَّتي ؛أُجَدِّدُ نَفْخةَ عزيمتي ؛أتثبَّتُ من مبادئي التي أراها حُبِكَتْ من نسيجِ الحقيقةِ..أُحاوِلُ أن أشُقَّ هذا البحرَ حتّى أبلُغَ مُنْتهاهُ في الضِّفَّةِ الأُخْرى..لكنّ عبابَهُ دائما يعْلو بانحرافاتهِ؛والتواءاتهِ ؛وألوانِ أطيافِهِ؛فيجْرِفَني ؛ويلْفُظَني إلى مسافةٍ أبعدَمن البداية ..
وهكذا قضيت سنوات عُمْري في الإرْهاصِ..وظلّتِ الرِّيّاحُ تجري بما لاأشْتهي؛والأمواجُ في مواجهتي..ومازلتُ أنتظِرُ الرِّيّاحَ الموافقةَ لوِجْهتي..والأمل يحْدو بداخلي ؛كُلَ ساعةٍ يتجدَّدُ..وما عساه يعملُ عبدٌ ضعيفٌ؛أوْهنت الأمواجُ قواهُ؛وعارضتْهُ الطّبيعةُ في الموقفِ والحالةِ..
التِّكْرارُ والفشلُ..أوقعَ الشُّروخَ في باطني؛وَفَتَّ كَبِدي..انكساراتٌ داخلَ نفسي كما الزُّجاجُ تسّاقطَ على أرضيّةٍ صلْبةٍ..جِراحاتٌ غائرةٌ في الوُجدانِ..أتَخبَّطُ بين الغرقِ والنَّجاةِ ؛وأخافُ أن يطْغى عليَّ العُبابُ؛وهلْ تسْمحُ لي كرامتي بالتَّنَفُسِ تحت الماء..أكيدٌ سيكْتُمُ نفَسي؛وأقْضي حياتي عِرْبيدَ أوضاعٍ..فأكونُ الحيُّ الميِّتُ؛الكاسفُ البالِ ؛ القليلُ الرَّجاءِ..حِكْمةٌ شدا بها شاعرٌ قبلي..
لاشيءَ في حياةٍ قاحِلةٍكما رمالُ الصّحْراءِ عادَ يُؤْنِسُني؛سوى صدى حِكْمة ٍ تواسيني..جنّةُ الدُّنيا في مُوافقةِ اتِّجاهِ الريح بأعاصيرهِ؛وسِجْنُها في مُغالبتِهِ..
وما دهاني ؛وما دعاني إلى المواجهةِ لولا تلك المبادئِ الّتي نُقِشَتْ في باطني منذُ الصِّغَرِ ..لكن رغم هذا وذاك..تبقى مُتْعتي في التَّشَبُّثِ بالصَّبْرِ والثّبات..وانتظارِ يومٍ تُشْرِقُ فيهِ شمسي مع انطلاقِ ريّاحي..
وهاتفٌ يهتِفُ بي..
من خالفَ الموجَ يأْكُلُهُ البحرُ..
من خالف الموج يأكله البحر..
فأرُدُّ عليه:
/مُرْغَمٌ أخوكَ لابطل/..