إلى ابنتي الحبيبة مرام ...
بعد رحيلها ...
وَدَّعَـتـني بصمتها في سكونِ
وبوجهٍ ملائكيٍّ حنونِ
لم تمهد لدى الرحيل ولكن
فاجأتني ببعدها عن عيوني
تركتني لرحلة لست أدري
كم سأمضي في إثرها من سنينِ
أو شهورٍ .. أو ربما من ليالٍ ..
يذبحُ الموتُ شكها باليقينِ
--------------------------------
يا ملاكاً أضاء بالبشر قلبي
وأنار الدجى بليلِ شجوني
واحتواني في عالمٍ من نقاءٍ
لم يُلوَّث بغَدرةٍ من خَؤونِ
صدَّ وجهي بكفـِهِ في دلالٍ ..
تلكَ كفٌّ كزهرة الياسمينِ
داعبتني بها حبيبةُ قلبي ..
فإذا السعد والرضا يحتويني
وإذا الروح كلها في فتاتي ..
أسرتني .. فنعم سجنُ السجينِ
أسرتني فمن يفكُّ إساري ..
إن رماني بسهمها من يقيني
قد طوتها المنونُ .. يا ليتَ شعري..
كم زهورٍ قد بُعثـِـرت بالمنونِ
-----------------------------------
يا حبيباً ترقبتهُ الليالي
مقمراتٍ .. وضاحكاتِ الجبينِ
وترقبتُ قربه برجاءٍ ..
وبخوفٍ تفر منه ظنوني
وبحبٍّ يغشى الفؤادَ فينسى
مـُـرَّ بُـعـدٍ .. وفاجعاتِ سنينِ
وبعقلٍ تنيره بشرياتٌ
بقدومِ الحبيبةِ الميمونِ
وإذا ما رَمَتـهُ بالنُّـذْرِ يوماً
أسلَـمَـتْـهُ لباعثاتِ الجنونِ
وبشوقٍ .. ولهفةٍ .. ودموعٍ ..
وسرورٍ .. وحيرةٍ .. وحنينِ
كلُّ حُـبٍّ أيقظتـِـهِ في حياتي ..
صارَ حزناً مُـلوَّعاً بشجوني
كلُّ نورٍ أضأتـِـهِ ذاتَ يومٍ ..
صارَ ناراً لهيبُهـا يشويني
---------------------------
يا مـرامي .. قد كُنتِ روحيَ يوماً ..
فإذا غِبتِ .. كيف أحيا بدوني ؟!!