أول امس الجمعة زارني شعورٌ غريب ، دخيل ، أعرفه لأول مرّة !
دُعيتُ غصباً عني لما يُسمى (حفل توقيع كتاب ) في معرض الشارقة الدولي للكتاب . ورغم أن صاحب الدار اختار ركناً
صغيراً لأجلس فيه وأوقع نسخ ديواني لمن يرغب .. وكانوا كثرة لا بأس بها ؛ لكنني شعرتُ بأنني لستُ في مكاني ..
ازدحام وعيون وشفاه وأياد وأصوات كلها توجه إلي .. استمرت ربما لساعة لكنني خلتُها ساعات !
لستُ منغلقاً ولا منعزلاً عن الناس ، ولم أكن كذلك في عمري .. ومهنتي كلها ( مواجهات ) .. لكنني لم أجد نفسي في ذلك
المكان ، ولا في تلك المناسبة .. بل وجدتني مُبتَذَلاً أو مُنتَهَك الحس والشعور ..
لستُ أدري لم شعرتُ بأن ما كتبته من شعر لي ..لقلبي .. لوجداني .. شعرتُ بأنه انتُهك من كل هؤلاء الذين اشتروا أو أهدوا
الديوان ! هي لحظاتٌ غلّفتُها بوجدي ودمعي وفرحي .. هي أفخر لحظات عمري .. هتكها الجميع ، وأنا أنظر !!
تمنيتُ - والله - ساعتَها - لو أنّ مانُشر من كل ما كتبتُ بعد أن أرحل ..لئلا أسمع منه شيئاً على أي لسان ، ولئلا يصل لسمعي
اسمي ينطق به أي إنسان ..