الباشا النجار ..!
هل تحب عملك ..؟!
سؤال غيّر مجرى حياة المستشار المصري الذي كان يعمل رئيساً لمحكمة جنوب القاهرة الابتدائية لمدة 41 سنة متتالية••!
يقول المستشار (الأتربي) وهو أحد أحفاد الباشوات، إنه استمع إلى هذا السؤال من طبيب بريطاني حين ألمت به أزمة قلبية في لندن، فأخذته الدهشة في البداية، ولم يستطع أن يكذب على الطبيب الذي قال له ( من الأفضل لصحتك أن تمارس عملاً تحبه..).
أثارتني هذه الكلمات القليلة في حديث طويل أجرته صحيفة محلية مع المستشار الأتربي (77 عاماً) الذي قال إنه وجد ضالته بعد السؤال، فأرسل استقالته من لندن إلى وزير العدل؛ ليفتح صفحة جديدة مع العمل الذي أحبه منذ الصغر، النجارة، حتى صار علماً معروفاً في مجال المفروشات وعلى أرقى المستويات..
هل تحب عملك ..؟!
سؤال لا يدرك معناه إلا قلة من الناس، الإجابة عليه تحدد شخصية المرء وبيئته وعلاقاته مع زملاء العمل ..
إذا كنت تحب عملك، مهما كان نوع العمل، فإنك بالضرورة تكون شخصاً منتجاً بشكل يرضي ضميرك، ومسؤوليك، وقبل ذلك كله يرضي رب العالمين الذي يبارك لك في رزقك وفي من حولك ..
إذا كنت تحب عملك .. لا يهمك الجهد الذي تبذله، وبالتالي فإنك تكسب محبة وتعاون المحيطين بك•• فتكون البيئة التي تعمل فيها مواتية للعطاء، وبؤرة دافئة للأخلاق والمودة ..
إذا كنت تحب عملك، فإنك ترى من حولك جميلاً رائعاً، وبالتالي فإنك تحمي صحتك وأخلاقك، وترى نفسك عملاقاً لا يرتقي إليك الأقزام الذين يكرهون أعمالهم ..
الأمر يكون مختلفاً حين يكره البعض عمله..
راقب عن كثب - والأمثلة كثيرة وفي كل مكان - ستجد انعداماً للإنتاجية، وإثارة للفتن، وضرباً بعرض الحائط بكل القيم المهنية ..
في غياب الرادع الإداري والوازع الأخلاقي، وغياب منهج العقاب والثواب ( تتفشى ) بيئة غير صالحة تنمو فيها مثل هذه الحالات ..
كيف تحب عملك؟!
إن تكون قابضاً على ضميرك، حارساً لمنجزاتك، وأن تضع دائماً نصب عينيك أمر الله تعالى الذي يقول:
( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) صدق الله العظيم.