أبو سليمان .؟
رحم الله أبا سليمان ، ذلك الرجل الطيب ، الذي أخفى أوجاعه عن الجميع ، بعث لي رسالة ذات يوم ، كتب فيها :
قرة عيني (أبو علي) ..
سلام سليم أرق من النسيم على قلب السقيم
أما بعد .
نحن بخير . الحلال . والحرمة وولادها.
والله يا رجل صار معي فلم أخرجني عن طوري ، والحمد لله ما ارتكبت جريمة .
وقفت عند الحدود اللي انت عارفها .. كنت أنقل أربع أصايل في الشاحنة لبيعها في بلاد النفط .
يمكن صار لي يوم ملطوع أنا وهالبهايم من دون أكل وشرب والدنيا نار الله الموقدة يا صاحبي .
كانت رؤوس الخيل تطل من خشب السيارة، وكان صهيلها يملأ المكان.
سألني رجل الحكومة على الحدود ، بعد أن تفحصها ودار حول الشاحنة: ماذا تنقل في شاحنتك.؟!
استهجنت السؤال ..
قلت: كما ترى..أنقل كلاباً .!
قال: شو ، حضرتك تاجر كلاب .!
- نعم يا ابن الناس .
قال : وبكم تبيع الكلب .؟!
قلت : الكبير بألف والصغير بألفين .!
انتبه لي كمن لدغه عقرب ، قال: عجيب أمرك .. الصغير أغلى من الكبير .؟
قلت: نعم ..
لأن الكبير كلب ،أما الصغير فهو كلب ابن كلب .!
افترقا .. كان صهيل الخيل يملأ المكان، يجرح الفؤاد.
والسماء الزرقاء، تئنَّ ..
تئن من وجع أبي سليمان الذي أودى به ..
..