|
أمنْ طربٍ ينسابُ باللحن موكبُ |
كأنَّ به معنى إلى الشعر يُنسبُ ؟ |
. |
. |
على هودجٍ يزهو بقافيةٍ غوتْ |
توهَّجَ، منه، لاهجُ السِّحر يعذبُ |
ومنْ أرجٍ كانَ الكـلامُ حمامـه |
إلى أرجٍ ، والمنتهـى يتطيـبُ |
ومنْ سُـرجٍ مَسروجـةٍ ببهائـه |
إلـى لجـجٍ ممزوجـةٍ تتقلـبُ |
ومنْ بهجٍ حرفٌ على سَرواتـه |
إلى بلـجٍ طيـفٌ بهـا يتأهـبُ |
وحاذاه لمحًا ثـمَّ لوحًـا بيانُـه |
فقدحًا جمارَ القول جُرحًا توثَّـبُ |
ودانـاه سفحًـا للدنـان حييـةً |
ونادمـه لفحًـا فنـاداه يسكـبُ |
وعاطاه أقداحًـا كـأنّ قصيـدةً |
تدثرُها راحًـا وللروح موكـبُ |
وعطله رؤيـا ليكتـبَ روْحه |
وريحانَه، بينَ الرؤى، حينَ يكتبُ |
. |
. |
وأسْرى به شعرا كـأنّ بُراقَه |
يَرقّ شفوفًا حيثما هـبّ غيهـبُ |
وأجرى عيونًا للبلاغةِ مطلبًـا |
تشرَّبَ منها ما البلاغـة تطلـبُ |
وما يكتبُ الرائيُّ عنـد سُفوره |
وإنْ يتغشَّـاه البيـانُ المُحجَّـبُ |
وألقى ستـارًا لا مكاشفـةٌ لـه |
كأنَّ إذا الواشي رأى ليسَ يرقبُ |
وليسَ بسحَّـابٍ ذيـولَ عبارةٍ |
إلى حيثما تلك الإشارةُ تسحـبُ |
. |
. |
فقالَ ومـا لانـتْ قنـاةُ كلامِـه |
ومالَ وما كانتْ مدىً يتسـرَّبُ |
أمِنْ عجبٍ أمْ مُنتهى طربٍ به |
أم الرُّطبُ اللمياءُ ثمـة تعجـبُ |
وهذا قصيـدٌ عابـرٌ جنباتهـا |
إلـى واحـةٍ للقافيـاتِ يُرتِّـبُ |
وهذا أنا والباءُ ما ليسَ يدَّنـي |
كأني بهـا تلهـو بمـا يتعتَّـبُ |
تضمُّ عليَّ الماءَ من شَرقٍ بـه |
وللضمِّ ألهـوبٌ يُطلّ ويغـربُ |
ويُرهمُ حينا ثُـمَّ يوهمُ قادحًـا |
من الحلم أشباحًا ويوشكُ يهربُ |
ويُتهـمُ ألواحًـا كـأنّ مدادَها |
تسنَّمََ أرواحًـا إذا هـو يكتـبُ ؟ |
. |
. |
فقلتُ: أنا الماحي لكلّ كتابةٍ |
إذا ما نبيذُ الروح يسلو ويصخبُ |
ويصعدُ أملـودًا بكلّ سحابـةٍ |
إلى الكاتبِ الماحي ولا يتـأوبُ |
ويَنشدُ حرفـا يسترقّ حبابَـه |
ليُنشدَه شعـرًا يطولُ ويُطـربُ |
إذا ابنُ زيدونٍ يهـشّ قصيدةً |
ومِروحةٌ للحُـبِّ ثمـةَ تُسحـبُ |
وولادةٌ تخطو نسيمًـا مُعنبـرًا |
وتعطو قسيمًـا حالمًـا يتطيَّـبُ |
وتسطو ولا حدٌّ لمغناج سطوةٍ |
إذا مـا وشـاحٌ فائـحٌ يتوثـبُ |
فكلّ قصيـدٌ والقوافـي غدوُّهـا |
وكلٌّ عميـدٌ ساهـرٌ يتقـلـبُ |
وكلٌّ يُريقُ العمرَ خمرًا لكأسِها |
لترشفه ولادةٌ حيـنَ تـرغَـبُ |
وولادةٌ تخطـو بكـلِّ شُموسِها |
وأقمارها. لا أفقُهـا يتـحـدَّبُ |
. |
. |
هوَ الألقُ الماسيُّ نورًا وكوكبًا |
تـأودَ غربيًّـا فأشرقَ كوكـبُ |
هوَ العبقُ الآسيُّ. كلُّ خميلـةٍ |
مُوشحةٌ ميساءُ تسبي وتسلـبُ |
تُرنحُهـا بـالآهِ أنـدلسٌ رأتْ |
بمشرقِها قلبًا فرفـرفَ مغـربُ |
. |
. |
إذا ما صبا نجـدٍ تـأوه عاشقا |
ترقـىَّ له بالقافيـاتِ معـذَّبُ |
ولا رُقيـةٌ فالعاشقون مواكـبٌ |
بقرطبةٍ ما قـامَ ثمـةَ موكـبُ |
وللشُّعـراءِ الواقفيـن مسافـةً |
حمـامٌ تمـلاه كـلامٌ مذهَّـبُ |
وأوردَه عنـدَ اللجَين رسالةً |
إذا ابن زيـدونٍ يقـولُ ويكتـبُ |
. |
. |
فما للتَّنائـي يَستحلّ مقالـةً |
وما للتَّدانـي لا يُهـلُّ ويخطـبُ |
أحـلَّ دمَ العُشـاق بيـنٌ كأنَّه |
طويسٌ وللأشواق بحرٌ ومركـبُ |
وكلٌّ غريقٌ حينَ لا جبلٌ هنا |
سآوي إليه .. قالَ للماء مُغـربُ |
. |
. |
فقيلَ: ولكنْ أينَ يقدمُ عاصمٌ |
إذا معصمٌ يأتي بأمـرٍ ويذهـبُ |
تأولَ معْناك السَّـريَّ إشـارةً |
تكادُ بكـلِّ السَّاريـاتِ تُخضَّـبُ |
فيا ساريَ البرق السَّنيِّ ستارةً |
ألا خفقةٌ لي كلمـا رقَّ مَذهـبُ |
. |
. |
لعلي أشقّ الليلَ نجمة شاعرٍ |
تضمّ القوافي حيثمـا تتسـرَّبُ |
لعلي أراها الخيلَ تعلكُ ضوءَها |
صعودًا إلى الرُّؤيا ولا تتصوبُ |
لعلي أراها قولَ شاعـرةِ النَّدى |
شهودًا على الدُّنيا بقولٍ يهذَّبُ |
لعلي أرى ولادةً بقصـيدةٍ |
مُسافـرةٍ كالمَشرقيْـن تُرتَّـبُ |
لعلّي أراني شاعـرًا ثمّ ناثـرًا |
على بُسطٍ خضراءَ مـا يَتوثـبُ |
. |
. |
لعلَّ شذى الأرواح تكتبُ لوحَها |
مؤانسـةً بائيـةً حيـنَ تكتـبُ |
لأسألها عنْ قافياتي وكيفَ لي |
أقولُ أنـا والقافيـاتُ تسـرُّبُ ؟ |
. |
. |