شوارد حُرَّة... قصص قصيرة جدًّا
(1)
منبِّه استقبال رسالة بهاتفي المحمول...
أُهرَعُ إلى الهاتف... أُدخِلُ رمز الحماية ...
أقرأ اسم المرسل للمرة العاشرة غير مُصدِّقٍ؛ لأتأكَّد أنَّ الرسالة منها هي.
أفتح الرسالة:
«لا يُوجد شيءٌ لعرضه»
آه أيَّتها الغموضُ؛ ما أبلغَكِ!
***
(2)
كان صديقي في الغرفة يتحضَّر لنيل أعظم جائزةٍ إقليمية في هذا التخصص العلميِّ النادر...
يغتسل ويمتشطُ كعروسٍ... يجرِّبُ أكثر من ثوب حتَّى يستقرَّ على أحدها...
يُقبِّل صنمًا صغيرًا في امتنانٍ خشوعٍ... يضعه باهتمام حقيقيٍّ في الحقيبةِ اليدويَّة.
ويلتقط مفاتيح السيَّارة..
ويستحثُّني حتى لا نتأخر...
***
(3)
انتظرتُها طويلًا...
وها هو آخرُ قطارٍ يتململُ مُؤذنًا بالرحيل...
ينطلقُ تاركًا عينيَّ تذرعان الأماكنَ، وتَـفْجُرانِ الزمان...
أراها في المنعطفِ الأخير مُسرعةً تحاول اللحاق بالقطار..
كادتْ تلحق بالقطار الأخير!!!
ومن يومها أحبُّ القطار الأخير...
لأنها كادت تلحقُ به يومًا!
***
(4)
كان مُصرًّا أن يُعلِّمها كيف تصنعُ كلَّ شيءٍ بنفسها...
حكمته الوحيدة: لا تهدني سمكة، ولكن علِّمْني كيف أصطاد...
طرقَ بابها خاطبًا...
قِيل له: ذهبتْ لتصطاد!
***
(5)
ترقَّى أبوه رئيسًا لشرطة مرور المدينةِ...
أراد أنْ يُعلِمَ أصدقاءَه في الجامعة: ابن مَنْ يكون...
أدْمَنَ على السير عكس الاتِّجاه!