التغيير حالة صحية

علال المديني
الإخوان المسلمين والحاجة إلى التغيير
نشرت قناة "رابعة " المقربة من حركة الإخوان المسلمين في إحدى نشراتها الإخبارية خبر مفاده أن الجماعة استطاعت تعويض كل المراكز القيادية الشاغرة بسبب الاعتقال أو المتابعة بعد الانقلاب العسكري ، وأفادت نفس القناة أن القيادات الجديدة جلها من الشباب وبالتالي فالحركة تنهج عمليا تشبيب هياكلها...
كما نشرت القناة بأن حركة الإخوان المسلمين شكلت لجنة من خبراء تعكف على دراسة فكر ومنهج الحركة في ظل التغيرات الجديدة وفي ظل الحراك العربي ....
بالفعل حركة الإخوان المسلمين تحتاج إلى تجديد في فكرها ومنهجا السياسي والدعوي لتواكب المتغيرات الجديدة ، ولكي تتماشى وفكرة صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان ، إلا أني أرى بأن الحركة كان عليها القيام بمثل هذه المراجعات مع اندلاع "الربيع العربي"لأن قيادة وتزعم ثورة بفكر إصلاحي خاصة في المجال السياسي هو الفشل بعينه، كما أن الإجابات الفكرية على مرحلة الثورات بأفكار إصلاحية كانت خاطئة ومجانبة للواقع وكانت تنتج حالة من التناقض بين الحل ومواكبة فكر ونهج الحركة الإصلاحيين وهو ما أدى إلى الانتكاسة الحالية وسرقة الثروة من طرف عناصر كان من المفروض في منطق الثورة أن يكون مكانهم بعد الثورة غير المكان الذي كانوا فيه....
الضرورة التجديدية أو المراجعة تستدعيها كذلك تعويض و استدراك النقص الحاد لدى حركة الإخوان المسلمين في المنهج أو المناهج الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، فلا ننكر أن الجماعة أنتجت ثروة فكرية عظيمة لم تصل إليها أي حركة في التاريخ فالجماعة قيادتها ومنظروها كتوبين "نسبة إلى الكتابة " لكن هذه الكتابة كانت جلها فكرية أو سياسية أودعوية ولم تكن منهجية ، أي تحاول تسطير مناهج علمية في التدافع المجتمعي، وهو ما بدا واضحا في هذه المرحلة المفصلية عندما وقفت الحركة عاجزة عن الفعل والحركة الحقيقيين أمام هذا التغير .....
الإخوان المسلمين الآن ومعها الحركات الإسلامية في الوطن العربي تمر بمرحلة مفصلية وتاريخية و أي تهاون أو خطأ مضاعفاته ستكون وخيمة على العمل الإسلامي ككل وعلى الدعوة خاصة لأن المرحلة المستهدف فيها هو الإسلام وليس الحركات الإسلامية ، ومشاريع الإلحاد والتنصير تطبخ بوسائل شتى يتم توظيف فيها حتى اللحى والعمائم وأحاديث الجهاد ، والنكاح .....

بشكل عام الناس يخافون من التغيير ، لأنهم يخافون من المجهول الذي قد يحمل لهم الخير
لكن لا بدّ من المجازفة المدروسة ، حتى لا يتحول الأمر إلى انتحار !

ولذا نتمنى فعلاً لهذه الحركة الإسلامية أن تراجع نفسها ، وتدفع بالقيادات الشبابية إلى الأمام مدعومين بحكمة الشيوخ
وبشكل عام تحتاج الجامعات الإسلامية كلها إخوان وسلفية وصوفية إلى مراجعات عميقة في أطروحاتها ، وتبني عمليات نقد جادّة
فقصور أطروحات تلك الجماعات تؤدي إلى انتكاسة بين الشباب خاصة ، لأنها لا تجيب على أسئلتهم الواقعية الثقيلة
مما يؤدي بهم إلى الانزلاق في الشبهات والشهوات ، وقد تصل الأمر إلى الإلحاد !


موضوع قيّم أخي الأستاذ علال المديني
شكراً جزيلاً


تحياتي وتقديري

لأن قيادة وتزعم ثورة بفكر إصلاحي خاصة في المجال السياسي هو الفشل بعينه، كما أن الإجابات الفكرية على مرحلة الثورات بأفكار إصلاحية كانت خاطئة ومجانبة للواقع


التغيير شيْ والتراجع عن الفكر الإصلاحي شئ آخر والخلط بينهما يوقع في مغالطة كبيرة، فما الذي نريده من ثورة لا تقاد بفكر إصلاحي، وأية إجابات تنتظر على طروحاتها إن لم تكن بأفكار إصلاحية
جماعة أو حركة تجعل التغيير في فكرها الإصلاحي ليست هي من تحتاج الجماهير التي نزلت بدمائها للشوارع، والتغيير الذي تطرحه المقالة يختلف عنالتغيير المطلوب من الإخوان المسلمين ليتمكنوا من العودة للساحة بقوة

أما أنا فيتهمونني بأنني دائم الإبحار بعكس التيار !!
لا بأس ، مادام الطريق لاحباً بنور الله
أنا أتوق ليوم أرى فيه إحياء للدين من الألف إلى الياء على أيدي ربانيين بلا أحزاب
أتوق لإصلاح بلا كلام .. بسلوك وأعمال تجعل الناسَ يرون الإسلام يمشي في الأسواق ويأكل الطعام
أتوق ليوم بلا ( نخبة إسلامية ) تحسب نفسها وحسب الفرقة الناجية ..
أتوق ليوم يُعلم فيه الطفلُ الصالح الرجلَ المعوجّ
أتوق لهذا اليوم ... فإن لم أره ، فعسى أن يراه أبنائي أوأبناؤهم .
والله المُستعان