محاور الاسلام :
الاسلام هو تشريع رب العالمين سبحانه وتعالى بالتالى فان الاسلام يحمل صفات الله سبحانه وتعالى فى علوه وخلوه من اى خلل كان على المستوى الحالى والغيبى زمنا ومكان
وقيام البشرية بتحقيق الاسلام ظاهرا وباطنا فى افعالها واقوالها يجعل صفة الاسلام كسبا لها فى ان تكون فى علو على المستوى الحالى والغيبى ولا يصل اليها سوء قط اذ الشر ليس الى الله سبحانه وتعالى
اذ الشر نقص والنقص لا ينسب الى الله سبحانه وتعالى
فالقيام بشرعه سبحانه وتعالى يعنى القيام بالكمال المطلق الخالى من اى سوء كان

ومحاور الاسلام ثلاث محاور
المحور الاول: هو علاقة البشرية بالله سبحانه وتعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم
علاقتها بالله سبحانه وتعالى فهى خلق من خلق الله سبحانه وتعالى
والله سبحانه وتعالى هو رب العالمين سبحانه له الاسماء الحسنى والصفات العلى بالتالى فإن خلق الانسان لم يكن الا لحكمة من الله سبحانه وتعالى
قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56
بالتالى فخلق الجن والانس هو لعبادة الله سبحانه وتعالى

وسبحانه َخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً
قال تعالى {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً }الفرقان2
قال تعالى {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ }فصلت10

واليوم الاخر للفصل بين الخلائق جميعا لتجزى كل نفس بما كسبت
قال تعالى {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }غافر17

فنثبت لله سبحانه وتعالى ما اثبته لنفسه سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم فى الحياة الدنيا وفى الاخرة من اسماءه سبحانه وتعالى وصفاته وننفى عنه ما نفاه سبحانه عن نفسه ونفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم

والعبادة لله سبحانه لا تحمل صفة عبادة البشرية لبعضها البعض ولكن تحمل صفة ان تكون البشرية فى الكمال المطلق الذى يجعلها فى سعادة دائمة ولا يصل اليها سوء قط
اذ انها تعمل بشرع الله سبحانه وتعالى بالتالى فانها تعمل وفق مراده سبحانه وتعالى ولما كان مراده سبحانه وفق شرعه هو الخير المطلق فان لفظ العبادة لله تعنى العلو والعزة وكل صفات العلو كمالا للبشرية
وحتى تكون تلك العبادة فى اعلى درجات الكمال تعلما ارسل لنا سبحانه رسلا برسالات خاتمهم رسوله محمد صلى الله عليه وسلم يبين للبشرية كيفية العبادة لله سبحانه وتعالى فصار رسول الله صلى الله عليه وسلم هو معيار الصواب المطلق لمعنى العبادة لله سبحانه وتعالى
اى المعيار الصواب المطلق للكمال فى كل شىء صلى الله عليه وسلم
قال تعالى {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7
قال تعالى {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31

بالتالى صار لا سبيل لتحقيق الكمال المطلق للبشرية الا ان يكون الرسول صلى الله عليه وسلم اماما لها تحقيقا مع ثبوت انه صلى الله عليه وسلم اماما حقا مثبتا له من قبل الله سبحانه وتعالى قبل ان تحققه البشرية
قال تعالى {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ }آل عمران81
والصحابة رضى الله عنهم امنوا بالله سبحانه وتعالى ورسوله وفق بيان رسوله صلى الله عليه وسلم تحقيقا لكلام الله سبحانه وتعالى

ثم جاء تحقيق ذلك الاسلام كعلاقة تحقق الكمال بين البشرية ذاتها وبين البشرية مع غيرها من الخلق بأن تكون ادارة علاقة البشرية مع بعضها البعض ومع غيرها من العالمين فى اعلى درجات الكمال الذى يجعل الرحمة هو علاقة البشرية مع غيرها لتحقيق وصف رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107

المحور الثانى العلاقة مع العالمين :

بالتالى الان البشرية مطالبة لتحقيق الكمال بين جنسها وبين العالمين حولها
وحتى لا يكون هناك تعارض بين كمال البشرية بالاسلام وكمالها مع غيرها من الخلق
فان العالمين ابتداءا عدا الشياطين حققوا تسبيح الله سبحانه وتعالى
والشياطين ليس لها سلطان على من اقام الاسلام ظاهرا وباطنا
بالتالى فلن يجد من يقيم الاسلام عبادة من يغير عليه ما اقامه ليجعله فى حيرة من امره
الكل فى الكون يسبح الله سبحانه وتعالى بمعنى انه صار على علم بالله سبحانه وتعالى وتحقيقا لشرعه فى اعلى درجات الكمال الذى يجعل الخلل مستحيلا من فعله وقوله
اى لن يجد الانسان فى الكون نتيجة الا اثر فعله
والله سبحانه وتعالى جعل الصلاح فى الارض فى اعلى درجات الكمال لها
قال تعالى {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ }الأعراف56

اى ان الانسان دخل الارض والكون يعطيه من رحمة الله سبحانه وتعالى ما يجعل البشرية فى الكمال المطلق
والكون فيه من الكنوز التى لا تحصى والوصول لخير تلك الكنوز يلزمه شرع يتوافق مع تسبيح تلك الكائنات
اى لا كمال مطلقا يتم الوصول اليه الا من خلال برنامج التعارف مع تلك الكائنات الا وهو شرع رب العالمين سبحانه وتعالى
اذ كل الخلق اجمعين تشريع ادارتهم هو ذلك الاسلام وكل حسب منهج الاسلام الخاص به الذى يجعل الكمال حالا لذات النوع وحالا فى علاقتها مع الانواع الاخرى من الخلق المسبحة اجمعين
والان الانسان دخل الى الارض وينظر ليجد ان الكل يعطى الخير للجميع مع ثبات ملكية كل نوع لمملكته ولا تداخل بين الممالك الا لجعل المملكة قائمة على تسبيحها
فلا فساد قط
والانسان الان فى الارض وصار علمه هو الاسلام ولا ينقصه الا ان يقوم بحركة وفق ذلك الاسلام ليبدا تنفيذ الاسلام الذى معه ليحيا الكمال مع العالمين
والعالمين اما ان يكون من الملائكة التى خلقت من نور وصفتهم العملية
قال تعالى } لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6

والتعامل مع الملائكة لا يكون الا بحبهم واثبات انهم خلق من خلق الله سبحانه وتعالى على الوصف الذى ذكره الله سبحانه وتعالى

الجن منهم الكافر ومنهم المؤمن فالكافر منهم نكرهه لكفره بالله والمؤمن منهم نحبه لله
قال تعالى {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً }الجن11


نأتى الأن للماديات من العالمين :
الان امامنا الاجسام المادية وعلينا كجنس بشرى ان نتعامل مع تلك الكائنا وفق تشريع الاسلام
فهناك ما سنأكله
وهناك ما سنشربه
وهناك ما نبنى به سكنا
وهناك ما نصنع منه الثياب
وهناك ما نجعله وسيلة حماية لنا
وهناك ما سيخرج منا كنتيجة لفعلنا السابق الى تلك الكائنات الطيبة التى لا تعطينا الى طيبا
والاصل ان الكون ليس فى عداء مع البشرية
بالتالى فكلمة حماية لنا لابد ان تكون حماية لا تؤذى تلك الكائنات المسبحة لله ولكنها حماية هش وتنبيه فقط وليست حماية اجرام
والتشريع الاسلامى يجعل الافعال السابقة فى اعلى درجات الكمال بأن هناك ما هو منهى عنه فلا تقربه البشرية
ووجود ذلك الشىء لكمال اخر يوديه ذلك الشىء




المحور الثالث علاقة الانسان مع ذات الانسان ومع جنسه من البشرية :

مع ذات الانسان ليكون الفرد نفسه فى اعلى درجات الكمال فى الجسد والروح
هناك الشرع الذى يحدد الحرام الذى يتجنبه الفرد فى اكله وشربه ولبسه ولمسه وماذا يقول عند لبسه وعند خلع لبسه وعند نومه وعند يقظته وعند دخوله البيت وعند خروجه من البيت وعند لقاء اهله وعند جماعه وكيفية جماعه وعند ركوب دابته وعند رؤيتة شيئا يسره او شيءا يحزنه او سماعه لشىء ما يسره او يحزنه
وماذا يقول عند دخوله الى الخلاء وعند خروجه منه
وكيف يطهربدنه كله وبما يطهر ويبدأ طهارته وبما ينتهى وكيف يتطيب وكيف يتعامل مع شعر بدنه وكيف ينظف اسنانه
وازمنة صلاته وكيفية صلاته لله سبحانه وتعالى واماكن صلاته ووجهة صلاته وازمنة عباداته من الصوم والحج وكيفيتها
وزكاته فى حصاده وفى امواله وركازه وماشيته وتجارته وزينته الذهبية والفضية ونصابها وزمن ادائها
وماذا يقول فى ليله وماذا يقول فى نهاره وماذا يفعل.
كل تلك الافعال هى عبادة لله سبحانه وتعالى بمعنى ان حاله الظاهرى والباطنى صار فى عبادة مع الله سبحانه وتعالى


الان تعامل البشرية مع بعضها البعض :
البشرية اما ان تكون كافرة بالله سبحانه وتعالى
فمنها الحربى وهو الذى يكره الاسلام واهله ويحاربهم على ذلك فبين الاسلام كيفية التعامل معه
ومنهم المعاهد وهو من استمر فى كفره الا انه اما انه يحيا فى دولة الاسلام فلا ينقصه اهل الاسلام حقا من حقوقه لبيان الاسلام العملى فى علو خيره فى القول والفعل له ولأولاده ليقوده الاسلام الى ان يكون مسلما اما اعتقادا او عرفا له ولأولاده فيجهل الكفر مع الزمن فلا يكون اجياله القادمة الا مسلمين
اذ ان الاسلام وعلوه سيجعله يصطدم مع النقص لدى ما لديه من علم فلا يرضى كانسان له من العقل جزءا الا ان يكون مسلما
واما ان يكون المعاهد دولة فلا تجد تلك الدولة من اهل الاسلام الا علو الاسلام الذى يجعل قيادات تلك الدولة فى صغر ونقص بجانب علو قادة الاسلام واهله اذ يجدون من اهل الاسلام الخير الذى لا من فيه والرحمة دون من والغوث دون شرط الا ان يبينوا ان لا اله الا الله محمد رسول الله

ثم تأتى علاقة المسلم بالمسلم :
والتشريع الاسلامى لم يجعل للمسلم على المسلم سبيلا الا الاسلام
اى ان علاقتك بى لا تكن الا من خلال الاسلام
لذلك بين الاسلام كيفية بدء العلاقة وكيف تكون
مع الام
مع الاب
مع الاخوة
مع الزوجة
مع الابناء
مع الجار
مع القرابة
مع عابر السبيل
مع سائر الناس
فى الحاضر والسفر
فى القول والفعل والتجارة ونوع التجارة ووصفها والدين والامانات وكيفية السكن وكيفية الخطاب ودرجة علو الصوت وكيفية النظر وكيفية ستر العورة
وكيفية رفع اليد للسلام وكيف يسير فى الطريق وكيف ينظر وكيف يظن فى الاقوال والافعال حتى يكون لديه بينة
وكيفية اللقيا وبين حال الوجه فى اللقيا
ثم ان كان هناك نزاع بين كيفية الحكم فى النزاعات
وبين الديات فى الانسان حسب الجرم وفى كل عضو من اعضائه وفى اسنانه وانامله
وبين كيفية القصاص فى الجروح
وبين الحدود على من يعتدى
وبين الكفارة لمن يقع فى خطأ فى القول او الفعل مع بيان الخطأ الذى له كفارة
وبيان كيفية التعامل مع اللقطة
وبين التدرج الادارى الذى يجعل الدولة كالجسد ودوران الثروة فى الدولة الاسلامية كدوران الدماء بالجسد مع ثبات الملكية للافراد
وبين وظيفة المؤسسات فى الدولة وكيفية تكوينها كمؤسسات الجسد
وان الوظيفة لابد ان تكون ذات تخصصية فى العلم وهدف كخلايا الجسد ولا يكون هناك زمنا مهدرا مطلقا
وان الفرد كالخلية بالجسد لا يمكن التفريط به ويوظف الجسد كله لحمايته
وبين كيفية التفكر فى خلق السماوات والارض لنأخذ العلم من كل الخلق الذى يجعل هناك فائدة منه لدولة الاسلام

وبين الميراث والورثة
وبين حق الميت وكيف يغسل وكيف يكفن وكيف يصلى عليه وكيف يدفن وكيفية الدعاء له

فاذا كان هذا هو حال دولة الاسلام كان الكمال لها فى الاخذ والعطاء
لتصبح صفات رضى الله سبحانه وتعالى فاعلة لتلك الدولة فيكون للدولة قيومية على غيرها من سائر الدول فلا يجرى فى الارض الا ما كانت ترضى به ليكون العدل صفة لها تنشرها فى الارض فكما ان الله سبحانه وتعالى رب العالمين فان دولة الاسلام تكون بمثابة رب البيت للعالمين كسبا من صفة رب العالمين نتيجة تحقيق تشريع رب العالمين سبحانه
اذ كما قلنا لابد لشرع رب العالمين سبحانه ان يكون اهله فى علوعلى اهل اى شرع اخر فى الارض

قال تعالى {وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }المائدة56