الحب والعشق من المنظور الاسلامى :

الاسلام هو تشريع رب العالمين سبحانه وتعالى ونظرا لأن الله سبحانه وتعالى له الاسماء الحسنى والصفات العلى فان التشريع الاسلامى لابد ان يحقق ما يعبر عن ذلك فى ان الكمال المطلق للبشرية فى كل الازمان لا يتحقق الا بذلك التشريع الاسلامى
والتشريع الاسلامى يغطى كل علاقات البشرية حتى مع الجماد
وذلك ان البشرية اهبطها الله سبحانه وتعالى الى الارض وكل شىء من خلقه سبحانه فى الارض موجود بها لذلك كان لابد ان يكون هناك التشريع الذى يبين للبشرية كيف تكون علاقتها مع كل شىء حتى لا يكون هناك شذوذا قط عن اى شىء وحتى يكون معنى ان الانسان عابدا لله سبحانه وتعالى محققا
وحتى لا يكون هناك تعارض فان كل الخلق اقامت التشريع الاسلامى لها فى اعلى درجاته وهو التسبيح لله سبحانه وتعالى بالتالى لا خلل مطلقا قط تصطدم به البشرية مع منهج الكائنات حولها
لذلك فما كان حلالا طيبا ثبت على صفته اذ لو ان هناك خللا فى الاختيار لتداخل ما احل مع ما حرم فكان هناك تعارض حينئذ وذلك منفى فى امر الله سبحانه وتعالى
لكن الله سبحانه وتعالى رب العالمين الذى اعطى كل شىء خلقه ثم هدى منزه عن ان يكون هناك خلل فى خلقه سبحانه او شرعه
وجاء الانسان وصار لابد ان يكون هناك علاقة بين جنسه
علاقة تحافظ على نوعه ويكون هناك اساس للاختيار
يبقى السؤال ان صار هناك خللا فى عطلت البشرية شرع الله سبحانه وتعالى فمن اجل ان احقق الحب مع زوجتى او الزوجة مع زوجها فمن تختار
الاساس ان يكون هناك شرع الله يحكم البلاد فان عطل صارت المقاييس وفق اللحظة التى يحياها الفرد
لكن انا اعتبر ان هناك شرع الله سبحانه وتعالى يحكم البلاد وبصورته التى لا توظف الشرع للحاكم ولكن الكل يعمل لتكون كلمة الله هى العليا ظاهرا وباطنا حتى يكون ظاهرنا كباطننا فى اللقاء
هنا صار اهل الاسلام فى اعلى درجات الكمال
هنا اردت مثلا انا ان اتزوج فهل سأتسكع فى الطرقات ام ان هناك مقاييس اسلامية حتى لا يكون هناك تأكل للشرع
حتى تكون هناك الاجابة لابد ان نحدد ماذا يريد الزوج من زوجته والعكس
الخلق : الاسلام ضمن لك ذلك الامر
النسب : الاسلام لا فرق فيه بين غنى او فقير كما ان دورة الاسلام المالية الخالية من الربا تجعل للفقير حق ادارة مال الغنى من خلال القرض بالتالى يمكنه ايضا ان يكون غنيا
فكما ان ادم عليه السلام كان يملك الارض كلها فان الاسلام ان حكم العالم ستكون ثروات العالم مقسمة منفعة على العالم كله مع احتفاظ كل بملكيته

الحسب : لا حسب فى الاسلام الا للتقوى فمن اتقى الله سبحانه وتعالى وعمل وفق الاسلام كان عاليا فى دولة المسلمين ومن خالف لا ينظر الى حسبه ويقتص منه

الجمال : الجسدى مسألة مطلوبة الا انها غير اساسية
اعلم انا اتكلم عن دولة الاسلام
ذلك فالمرأة الجميلة فى شكلها كنوع من الفاكهة ان دمت النظر اليها مللتها
لكن الخلق هو طعم المرأة الذى يتغير بالاسلام كل لحظة واخرى ليحقق الاسلام فى كل لحظة هو بها
والاصل ان الرجل لا يجلس دائما فى بيته لذلك هو فى حاجة الى السفر فان علم انه يترك اولاده فى بيت المرأة فيه عابدة لله اطمأن قلبه فان علم ان هناك دولة الاسلام التى تحيط اولاده واهله بالاسلام اطمأن فى سعيه انه يركن الى دولة تركن الى الله سبحانه وتعالى فخلص حمده وشكره لله سبحانه وتعالى وتعلق قلبه حبا لله سبحانه وتعالى
بالتالى صار امر المسلمين كله يدور مع الحب فى الله

والعشق هو التداخل اى صار امر العاشق فى عبودية لمعشوقه حتى يكاد لا يرى الحسن الا من خلاله فتتساقط الاوامر الا امر المعشوق
والاسلام دائما يضع حجابا حتى لا تنصرف العبادة لغير الله سبحانه وتعالى
اذ العبادة هى جعل الفعل والقول مع المحبة لمن اعبده فأدور قلبا وقالبا مع مراده
فان كان الكمال نلته بالاسلام فأين تريد ان تذهب بعد ذلك
ليس بعد ذلك الا الجنون والكفر

يحكى ان شابا مسلما عشق امرأة نصرانية وهى احبته
فلما جاءت سكرة موته قال ان لم التق بها الا فى النار فاشهدوا انى اكفر بالله
وهى لما علمت بموته حزنت عليه و قالت ان لم التق به الا فى الجنة فاشهدوا انى اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله

فهل نقيم الاسلام الذى يجعل امرنا كله طيبا