الانسحاب الى الظلمات:
للأسف الثورات العربية الحديثة جعلت الشعوب العربية تنسحب الى الظلمات
بمعنى الانسحاب من الاسلام وان لم يكن متعمدا

ما حدث كالأتى :
عوام المسلمين كانت تربطهم خيوط من الثقة مع الدعاة الى الاسلام وظلت تلك الخيوط مترابطة على اساس انتظار اليوم الذى سيكون هناك الضياء والنور فى العدل والطمأنينة ومنع الظلم
وظل ذلك الاحساس يكبر حتى جاءت الثورات العربية والكل ينتظر ها قد ازحنا رأس الظلم
لكن كانت الانتكاسة وهى تم ازاحة رأس الظلم حقا ولكن اين الرأس البديل الذى يجعل بقية الجسد يعمل وفق الاسلام ليكون هناك الضياء والنور الذى يجعل العدل بصيرة والحق حقا
وانتظر الناس لتكون الكارثة
وهى عدم وجود رؤية لدعاة الاسلام بالثورات العربية لمفهوم ادارة الدولة بالاسلام والكل دعا للوقوف خلف من يفهم فى السياسة ليكون اعترافا من الدعاة بجهل مفهوم الدولة الاسلامية
ليكون هناك السؤال هلى قادة الصحابة تعلموا الاسلام ام تعلموا السياسة
ليأتى السؤال هل الاسلام لم يقدم معنى الدولة الاسلامية كما قال استاذ الفقه المقارن ان الدولة تدار بالقوانين التى يتفق عليها الناس وليس بالفتوى
فهل الفتوى ماهى الا العلم عن الله ورسوله بالتالى فان الاسلام عبارة عن مجموعة من الفتاوى الصحيحة المركبة لتعطى الاسلام فى النهاية
و الدعاة السياسيين تتصادم ارائهم مع الجسد الكلى للدولة السابقة ليأتى السؤال
الله سبحانه وتعالى معيته لمن يحمل الحق فأى الفريقين يحمل الحق
هل من تم تقديمهم من السياسيين الاسلاميين ام من هم جسد الدولة السابقة
حتى نجيب ذلك السؤال اى الفريقين دعى الى الحسنى؟
الحسنى هى توحيد الله سبحانه وتعالى ثم تحقيق ذلك فى القول والفعل بادارة البلاد بشرع الله سبحانه وتعالى بذلك تم وضع اطار لاقوال وافعال العباد الظاهرة والباطنة بأن لا تدار قانونا الا فى اطار شرع الله سبحانه وتعالى
وشرع الله لا يدعوى الا الى التى هى احسن

الحقيقة السياسيين الاسلاميين لم يقدموا الحسنى بل اساءوا عندما قالواهذا ليس وقت اقامة شرع الله ولابد ان نمهد له ابتداءا
ليكون السؤال الله سبحانه وتعالى له الصفات العلى وقد احاط بكل شىء علما وتشريعه على هذا الاساس فتشريعه يحيط بحال النفس الداخلى والباطنى ويحيط بكل شىء له علاقة بالبشرية سواء على المستوى الحالى او الغيبى
بالتالى فان التشريع الاسلامى جعل للمسلم بصيرة الى يوم القيامة فى افعاله واقواله وان نتاج الاسلام هو نتاج رب العالمين من العلو والكمال الذى يعبر عن اقامة اهل الاسلام العبودية لرب العالمين سبحانه وتعالى
فهل هناك تشريع أخر له تلك الصفة حتى نقيمه ؟
وفى نفس الوقت انتم جهلاء بالتخصصية الوظيفية سواء فى الجيش او الشرطة او بالوزارات المختلفة
ما أنتم الا مجموعة من الافراد ظن بهم الشعب ظنا حسنا
والشىء الوحيد الذى يربطكم بالشعب هو الاسلام الذى لم تقيموه
فإن اقمتم ارائكم لادارة البلاد وارائكم تاريخا فى عداء مع جسد الدولة السابق ليكون السؤال كيف لمجموعة افراد بأرائهم ان يغيروا جسدا كاملا مترابطا حتى لو كان ظالما
لذلك عند الصدام مع هذا الجسد تم حبس كل هؤلاء الافراد
ليكون الكارثة هى انسحاب العوام بعد رؤيتهم لمن ظنوا بهم ظنا حسنا انهم رؤوس اسلامية يلقون فى السجون جميعا
اذ كيف لعدة الاف من الصحابة رضى الله عنهم ان يهزموا مائتى الف من الفرس وكذلك من الروم ويمكن لهم ونحن لا نملك ان نحرك ساكنا اذا هناك خطأ ما
وهو اما ان الاسلاميين جهلاء بمعنى الدولة الاسلامية واما ان يكون تلك الفتوحات تاريخا مزورا نسب الى الاسلام وحتى لا يدخل العوام فى خلل ما, قرر ان يكون صوفيا يحمل حيث يراد به الاخرين وفضل الانسحاب الى الظلمات فانغمس الجميع فى لهو الدنيا كأنه يريد ازاحة تلك الفترة الزمنية من زهنه فى غفلة لا يحاسب عليها
فبدأت هناك موجة من الانكسار والاستسلام للهوى تجتاح العالم الاسلامى وبدأت الشياطين تسثمر ذلك الانكسار فى الطعن فى الثوابت الاسلامية بأن ما بين ايديكم من مسلم والبخارى ليس من الاسلام فى شىء
ليجتمع معولى الهدم على عوام المسلمين الانسحاب بفقد الثقة فى الاسلاميين وخاصة بعد ظهورهم ثانية فى القنوات وكأن شيئا لم يكن وكرباج الطعن فى الثوابت
والان الكل ينتظر اية من الله سبحانه وتعالى تقييم الاسلام جبرا وتسوق البشرية الى الاسلام جبرا بلا عقل
والحقيقة هذا منفى من افعال الله سبحانه وتعالى
ومعنى منفى من افعال الله سبحانه هو ان الاسلام لا يقام الا بالعقلاء وليس على غرة من البشرية
فان وجدت البشرية العاقلة اسلاميا حققت معية الله سبحانه وتعالى ومكن لها فى الارض
لكن هل معنى ذلك ان الصدام حتمى مع جسد الدولة السابقة
الحقيقة الصدام اصلا منفى اذ ان الكل مسلم والكل لدى غير متهم
وحتى ابين ذلك ان هناك فرق بين ان تقول هؤلاء فسدة وبين ان تقول هؤلاء غير اسلاميين
اذ قولك بأن هؤلاء فسدة وانت تحمل المفهوم الاسلامى يعنى الصدام والاطاحة بالجميع واخذ ثرواتهم بالتالى حتمية الصدام
فكيف اجمع بين ان يحتفظ الكل بما لديه من ميزات اكتسبها فى عهد الظلم السابق واقامة الاسلام فى نفس الوقت
الحقيقة الاجابة على ذلك السؤال هو الذى يجعل اما ان يكون الشتات او ان يكون الترابط للجميع مع شرع الله سبحانه وتعالى
والحقيقة اننا جميعا تربية تعطيل شرع الله سبحانه وتعالى حتى دعاة الاسلام انفسهم وتلك التربية جعلت هناك صفات غير اسلامية مشتركة فى الجميع لذلك لا يدعى احد انه اكثر فضلا من احد اخر فالكل متهم
لذلك كيف ننشىء من هؤلاء المتهمين دولة الاسلام
هنا بدأ التفكير الصواب
هنا يقام الاسلام والكل له سلطانه وامواله التى معه وعيوبه التى به
اذ ان دائرة الربا وتبعياتها جعلت هناك حربا من الله ورسوله على المجتمع بالتالى اقامة الحرب من الله سبحانه ينفى اقامة السلم من الله سبحانه بالتالى فان دائرة الربا وحدها كفيلة بعلو كل فساد فى الارض اذ ان الاموال لا تدار الا فى فساد
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{278} فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ{279}) البقرة
بالتالى اقامة التشريع الاسلامى وتعطيل الدائرة الربوية سيطفىء الحرب من الله ورسوله بالتالى اثبات العكس وهو محبة الله ورسوله لمن عطل الربا
اذ ان دائرة الربا جعلت الاموال كلها لا تدار الا فى فساد فقط لذلك تعطلت مشاريع انتاج ماهو طيب ونشطت مشاريع انتاج الخبيث حتى صار الخبث فى الماء والهواء والغذاء والنفس بالتالى عندما عطلت الربا اعطيت البديل لاهل المعاصى والفجور وهوالاقتراض دون ربا ليقيموا امرهم على الحسنى بالتالى فتحت للجميع ابواب التوبة واعنتهم على ذلك
كما ان هؤلاء الذين صنعوا قوانين وضعية تحمل اموال وثروات البلاد اليهم حملا قد اعطيتهم الامان على كل اموالهم وممتلكاتهم
الا ان الذى سيحدث هو اننى سأنظر الى هؤلاء على اساس انهم كنوز وثروات داخل الدولة فما علينا الا ادارة تلك الاموال والكنوز بالاسلام لصالح كل افراد الدولة الاسلامية اذ ان لكل فرد من هؤلاء طاقتها فى الاكل والشراب والمتعة وباقى كنوزه ستعمل وفق الاسلام للمسلمين
ودوران تلك الكنوز كدوران الدماء بين القلب وخلايا الجسد فلا توجد خلية دون غذاء او شراب او طمأنينة حتى جهل من صاحب المال الاصلى فى الدولة مع ثبات الملكية لكل فرد بدولة الاسلام مع اتاحة فرصة البحث عن كنوز الدولة لكل افراد الدولة
بالتالى لا عداء مطلقا مع احد كان الا مع من يرفض الاسلام ذاته
ثم تبدا اثار صفات الله سبحانه وتعالى فى الظهور فى المجتمع كشروق الشمس ليبدأ الظلام فى الانسحاب وما هى الا ايام معدودات حتى يكون النهار ساطعا سطوعا تختفى عنده كل ظلمة بالارض ليحيا الجميع النتيجة
وهى ان صرنا جميعا بالاسلام فى ظل الرحمن لنحيا السعادة الكاملة اننا عباد من له الصفات العلى سبحانه