إدارة المخازن:
من المعلوم ان البحار والمحيطات هي مخازن المياه
ومن اجل ألا تتلف تلك المخازن هناك إدارة مخزنية كاملة من المؤسسات المختلفة وكل مؤسسة لها دورها الخاص بها لتقوم به
فتلك الحياة الكاملة من كافة النباتات والحيوانات المختلفة في تلك البحار والمحيطات من اجل شيئين
اولا بيان علو اثار صفات الله سبحانه وتعالى ببيان علو وكمال تلك المخلوقات وبيان علو برنامج إدارة تلك المخلوقات وهو ذلك التشريع الذي يربط كل جنس ببعضه البعض ويربط كل تلك الأجناس معا لتكون النتيجة هو الحفاظ على هذا المخزن الكبير من التلف وإعادة تدوير المرتجع ليعود صالحا بتطهيره وتطييبه ثانية
ثم يتم نقل البضاعة من ذلك المخزن إلى بقية الخلق على البر
فتاتي الرياح والشمس كل يقوم بدوره من البرنامج الذي يخص كل منهما
فترتفع ابخرة المياه والذي هو ذلك المنتج ليتم نقله بالرياح في خط سير محدد لا تخرج عنه الرياح ولا تخطئه ليتم تسليم ذلك المنتج إلى بدايات الانهار فتقوم الانهار بنقله كشرايين اساسية في ذلك الجسد الكبير الذي يسمى بالأرض
ثم تتفرع تلك الشرايين من خلال ايدي البشرية إلى شعيرات ليتم تغذية الجسد كاملا
وقبل ان تضع البشرية يدها على تلك الشرايين فكل الخلق يقوم بعمله المؤسسي دون ان تخل مؤسسة بما يخصها في هذا البرنامج الذي يحكم الخلق جميعا
ثم تدخلت البشرية
وهذا التدخل له سبيلين
إما أن تشارك البشرية كجنس بنفس برنامج الخلق جميعا وإما ان تشارك بمؤلفات بعض افراد جنسها
ونظرا لعجز تلك الافراد عن ان تحيط بكل شئ علما ستكون هناك الأنانية وما يتبعها من حروب و إبادة للجنس البشري لبعضه البعض فيتم تقسيم الارض إلى قطع مختلفة كل له فكره واسلوبه في نهب وابتزاز الأخر ظنا منه انه بذلك يحافظ على جنسه وممتلكاته
في حين انه لو قامت البشرية كلها بأن تجعل نفسها كجنس واحد له برنامج واحد لصارت الأرض جميعا جنة لتلك البشرية كلها تتجول بها حيث شاءت
فكما أن ادم عليه السلام تجول بمفرده بالارض هو وزوجه
وادم هو ذلك الجسد الواحد الذي تفرعت منه كل تلك البشرية
وكما ان جسد ادم عليه السلام كان جسدا واحدا ينعم بكل الارض
يلزم ان تلك الخلايا التي خرجت منه وهي تلك البشرية ان تترابط جميعا معا لتنعم هي ايضا بكل تلك الأرض
ليكون السؤال وما هو ذلك البرنامج الذي يربط ذلك الجنس البشري ببعضه البعض
هو ذلك البرنامج الذي ربط كل هذا الخلق جميعا معا دون ان يكون هناك بغي من جنس على اخر
وهذا البرنامج هو برنامج رب العالمين سبحانه خالق كل شئ الحي الذي لا يموت
والبشرية اليوم مؤهلة لذلك
فالتقدم العلمي الذي وصلت إليه البشرية ييسر عليها هذا الربط
فاولا يتم النظر للبشرية على انها جسد واحد
فيتم ربط البشرية جميعا معا الكترونيا ومؤسسيا وربط الثروات لها ويتم امداد البشرية الفقيرة بكل المقومات العلمية والمهارات المختلفة من اجل استغلال مواردها جيدا فيتم تأهيل تلك البشرية علميا وماديا من أجل استصلاح كل شبر بها وحكومات كل دولة تتابع تحقيق ذلك البرنامج على افرادها
ثم يتم تبادل الثروات بين البشرية بدون ربا
كما يتم نقل الغذاء خلال الجسد الواحد فلا تستنزف دولة دولة اخرى ولا تطمع دولة في دولة اخرى ولا تحتكر دولة ثروة من الثروات وهناك من يحتاجها
إذ كما ان الخلق جميعا يتبادل المصالح بين بعضه البعض فإن البشرية تدخل مع الخلق كجنس واحد يتبادل معه المصالح
بالتالي فكما ان السماء تمطر ليستفيد البر جميعا بكل خلقه
يلزم أن تستفيد البشرية كلها بكل ثروات بعضها البعض
بالتالي ستنظر البشرية إلى بعضها البعض في كل بقاع الارض على انها اسرة واحدة ببيت واحد وبمعنى أدق على اساسها انها ادم عليه السلام
فيتألم الفرد في الشرق لأخيه في الغرب
ويسعد من في الشمال بسعادة من في الجنوب
وهذا هو برنامج الإسلام يحقق السلامة المكانية والزمانية لكل من يقيمه
فهذا البرنامج هو برنامج لربط المختلف ببعضه البعض وليس برنامج تفريق وتشتيت للجنس الواحد
وكما عرفت البشرية الله سبحانه وتعالى من خلال اياته الكونية التجريبية إذ لا يملك إقامة مادة هذا الخلق جميعا وإقامة هذا الإحكام في معاملتهم ببعضهم البعض إلا الله سبحانه
ومن خلال اياته التشريعية وذلك من خلال الخبر منه سبحانه وتعالى
بالتالي بإقامة هذا البرنامج المسمى بالإسلام كبرنامج إدارة للبشرية جميعا ستحيا البشرية كلها الأثر التجريبي لهذا التشريع كحقيقة تحياها
فتحيا عندها التجربة العملية لهذا التشريع فيكون بيانا عمليا لحق الله سبحانه في حبه وتعظيمه ظاهرا وباطنا وإفراده بالعبادة ظاهرا وباطنا
وعندها تعلم البشرية حق رسول الله وقدره صلى الله عليه وسلم وانه ارسل من قبل من له الصفات العلى سبحانه ليكون رحمة للعالمين وصفات خلقه لها من العلو ما جعل صفته أنه رسول لمن له الصفات العلى
فيعظم بالقلب وتسعى الجوارح جاهدة لتعمل ببيانه فتصبح جوارح البشرية كلها طيبة مطمئنة
فانا هنا وأخي في الغرب والشرق والجنوب نسجد لرب واحد بييان رسول واحد فتتوحد الغاية والوسيلة فتفوز البشرية بشكرها فيزيدها سبحانه من اثار رضاه وحبه
فتخرج الارض طيبها وتلفظ خبيثها فيعمل الخلق جميعا طاعة لله لخدمة ذلك الإنسان
فيقيم له الخلق بالبر والبحر موائد ضيافته فيخرج له كنوزه من كل خزائنه إذ الإنسان ما هو إلا عابر سبيل بينهم
ويسعى جاهدا لرضاه ليسعده ويؤنسه ويذكره بأن بيتك هناك في انتظار قدومك قد فرش بما يبين علو رضى الله عنه
ثم يكونوا شهداء على حسن قدومه وجلوسه بينهم وذهابه
وتستغفر له ملائكة السماء لزلاته وبعض خطأه
فإذا اخطأ أحدهم بعد ذلك في جنس من الأجناس وبعد ان صار الخير يجري انهارا من تحت قدميه يعاقب وفق خطئه لبيان ان العقوبة ليست غاية لهذا البرنامج ولكن ليحافظ على الخيرية من النقص فلا يكون هناك إلا الخير يجمع الجميع
ثم تصبح الخيرية بالتزامها صبغة موروثة
ليكون نعم الورث ورث الانبياء
ثم تكون الجنة