الصدق :
الصدق هو أصل التعامل بالخلق فلا يوجد في الخلق من يكذب
حتى يتم توضيح ذلك فإن الصدق يلزمه المعاملة بين أثنين او أكثر
بالتالي فكل معاملة بين أي أثنين من المخلوقات لها اربعة احتمالات إما ان يصدق هذا او ذاك أو يكذب كلاهما او يصدق كلاهما
وطالما أن المعاملات تقام على المشاركة بين المخلوقات جميعا
فإن قلنا أن الخلق جميعا يتشارك معا في المعاملة ولا يوجد هناك من هو مستقل بذاته عن الأخرين
صار هناك العدد اللا نهائي من الاحتمالات
بالتالي صارت الفوضى بين الخلق جميعا بلا نهايه بالتالي انهيار الكون وما فيه
ولهذا لما قام كل الخلق بتسبيح الله سبحانه وتعالى
قال تعالى في سورة الإسراء ( وإن من شئ إلا يسبح بحمده)
كان الصدق المطلق هو اساس المعاملة بين كل الخلق
أي احتمال الصدق بين الخلق حدث مؤكد لا نسبة للكذب فيه
فلا تجد كائنا يقدم لكائن أخر شيئا إلا وهناك حدث مؤكد يقدمه الأخر إليه
فالحشرات تنقل حبوب اللقاح للازهار وفي المقابل الأزهار تقدم الرحيق
وهكذا هناك سلسلة من المعاملات بين الخلق جميعا يعتمد على الصدق المطلق في المعاملة
ليكون السؤال وهل الإنسان لا يصدق؟
الإنسان هو الكائن الوحيد بين الخلق الذي له احتمالية الكذب واردة ومعه الشيطان إلا ان الشيطان ليس خليفة له فعل متعدي على الخلق
ومع ذلك فإن الخلق حوله يجبره على الصدق معه في المعاملة
إذ لن يتحصل الإنسان على خير من الخلق إلا بالصدق معه
فلا تجد النبات يقدم له شئ عندما يهمله الإنسان أو يقدم له شئ لا يبني النبات عليه حياته
فالنبات يحسن مع المحسن إليه ولو كان كافرا
ويسئ مع من يسئ إليه ولو كان مسلما
فالنباتات والخلق جميعا لا يجامل أحدا اساء إليه مهما كان معتقده
كما أن المادة لا تقدم خيرها لمن يهملها ولو كان مسلما ولا تفتح باب علمها إلا لمن يطرق بابها وفق قوانينها
وهذا هو اصل التقدم الحضاري المادي في البشرية
فمع كذب البشرية مع بعضها البعض إلا انها مجبرة على الصدق مع بقية الخلق بالكون لتقيم مصالحها
فماذا لو كذبت المخلوقات على الإنسان ؟
كانت الفوضى للبشرية وسقط مسمى الخلافة للبشرية
فماذا لو ان المادة أظهرت صفات للبشرية غير صفاتها الحقيقية وقام الإنسان بالجهد والبناء على اساس تلك المواصفات وبعد البناء اظهرت المادة صفاتها الحقيقية
النتيجة هو الإنهيار في كل شئ
لذلك فإن الخلق حول الإنسان لا يكذب ومن اجل هذا فإنه يجبر البشرية بالتعامل معه وفق قوانينه وليس وفق هوى الإنسان
وسبب الإفساد في البشرية هو الكذب إذ يتبع الكذب افعالا تبنى عليه بالتالي صارت هناك بنايات اساسها الكذب بالتالي بمقاييس كاذبه واراء كاذبه بالتالي الإنهيار التام
والمادة لا تجامل فإنها تفضح الكذاب بانهيارها
لذلك فإن المؤمن لا يكذب إذ الصدق هو أصل الإيمان لديه
وكما ان الله سبحانه واحد فإن المؤمن ليس له إلا وجه واحد يلقى به الناس ويلقى به ربه
ليكون السؤال كيف نفوز بالصدق
لكي نجعل الصدق أصلا في معاملتنا لابد ان نجبر البشرية على الصدق
وذلك بجعل مصالحها لا تقام إلا على الصدق
فيكون السؤال كيف نفعل ذلك؟
هنا نستخدم من لا يكذبون وهم من غير البشر
بان ندخل أجهزة المراقبة في كل شئ
نراقب الشوارع والمصانع من الداخل والخارج بالكاميرات نراقب الحركة المالية لكل الأفراد بشبكة موحدة
كل انسان يتم الزامه بحمل شريحة الكترونية مسجل عليها كل بياناته
من اسمه وعنوانه وبصمته وفصيلة دمه
وتقام مصالحه وفق ما يتم تسجيله من خلال تتبع تلك الشريحة
هل ذلك الإنسان مريض فيتم علاجه
هل ذلك الإنسان بدون عمل فيتم توفير العمل المناسب
هل هذا الإنسان اعزب فيتم تسهيل الزواج له
هل هذا الإنسان ارتكب جرما ما فيتم حسابه
يتم مراقبة المساجد بالتالي يمكن تسجيل هل ذلك الإنسان يدخل الصلوات الخمس ام لا
ويستثنى من تلك النقطة من ليس مسلما
ويتم تقييمه وفق النقاط الاخرى
والذي يقيم ذلك كله برنامج كمبيوتر يراقب المجتمع كله
ثم يتم معايرة ذلك وفق القياس الحق وهو الإسلام
بالتالي صارت البشرية من اجل ان تقيم مصالحها لابد ان تصدق في كل معاملاتها
بالتالي الكذب سيصبح صفرا
الجريمة ستصبح صفرا
التشرد سيصبح صفرا
الفقر سيصبح صفرا
الزنى سيصبح صفرا
الفساد في اي شئ سيصبح صفرا
بالتالي الزمنا البشرية كلها بالطاعة محبة وتعظيما لله او مكرهة بالا تجد مصالحها إلا بالصدق
فكما ان صفة الله سبحانه(وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها)
صار الكل بالبشرية مستسلما للإسلام وفعل الصواب طوعا وكرها
عندها صارت البشرية جسدا واحدا تدور مصالحه دون فساد ما في أي شئ
فلا يكون إلا الصدق
على الاقل نفعله بدول المسلمين