يقول الدكتور عمادالدين خليل في مقاله (شيء عن الموقف الجمالي في الإسلام، مجلة العربي العدد 238 رمضان 1398 ـ 1978، ص31): "عندما دعا القرآن الكريم الناس إلى التأمل في الطبيعة لم تكن دعوته هذه تنصب على الجانب التجريبي العملي من اجل استغلال كنوز الطبيعة وإمكاناتها فحسب وهو ما يهدف العلم إليه بل رافق هذه الدعوة توجيه إلى الجانب الانفعالي الجمالي من اجل تنمية وتهذيب الإحساس البشري ورفعه إلى الدرجة التي يستحقها الإنسان باعتباره مخلوقاً متذوقاً حساساً وهو ما يهدف الفن إليه.. والقرآن الكريم في دعوته المزدوجة هذه تجاه الطبيعة التأمل العلمي والحدس الجمالي كان يخاطب الإنسان بأسلوبه الفني المعجز الذي يعرف كيف يحرك كل مكونات الإنسان... ولم يتخل عن هذا (الأسلوب) حتى عندما كان يعرض لأشد النواميس والقوانين والسنن الطبيعية عمقا وعلمية ورياضية إن صح التعبير لأن الطبيعة ـ هذا التشكيل الإلهي الفذ ـ لا بد أن تقود الإنسان السوي الايجابي الفعّال ـ عالماً كان أو فناناً ـ في الطريق إلى الله، بهزة الإيمان العميق التي تحدثها في عقول العلماء والفنانين وفي أفئدتهم ووجدانهم.. أولئك الذين آلوا على أنفسهم أن يتأملوا في الطبيعة، ويتمعنوا في خفاياها، وان يدخلوا معها في حوار خلاق.. عارفين أنهم ـ عن هذا الطريق ـ سيستحقون رحمة الله، ومكانتهم في العالم كخلفاء له".
تحياتي ودعواتي