في لجّةِ التّيهِ العميقِ تصوَّفُوا
جرحى مَرايا من سماءٍ تنزِفُ
.
أسماؤُهُم جفَّت وأوشَكَ عودُها
كسرًا يموتُ
فمَن لهُم يتأَسَّفُ
.
قبَضوكَ مِن أثرِ الرّسولِ وأومَأَتْ لهُمُ -الحقيقةُ- فاشتهَوا أن يعرِفُوا
.
أسرى بهِم قلقُ الحنينِ إلى متى
يبقَونَ أسرى الشّكِّ علَّكَ تَرأَفُ
.
أين الدّليلُ؟
قرَأْتُ وجهَكَ سورةً
في كهفِ وَحشةِ مُشتَكٍ تتلطَّفُ
.
أين السَّبيلُ؟
وجَدْتُ دربَكَ صُورةً
في فجرِنا البِكْرِيِّ حين يهفهِفُ
.
دفءٌ ضِياؤُكَ؛ فامحُ بردًا في دمي
يا ربُّ دثِّرني أتيتُكَ أَرْجِفُ
.
أنا بعضُكَ الرُّوحيُّ أَدرِكْني لأُدرِكَ مَن تكونُ
أنا امرُؤٌ متلهِّفُ
.
ما كُنتُ ممّنَ يقصِدُونَ إثارةً للشَّكِّ أو ممَّنْ جَنَوا
أو حرَّفُوا
.
ما شِئتُ " إسلامَ الطّلاسِمِ " جئتُ أبحثُ عنكَ
" إسلامًا " بهِ أتشرَّفُ
.
المُلحِدُونَ وبعضُهُم في جُرحِهِم
حرّاسُ حزنِ الأنبياءِ .. فأنصِفوا
.
اقرأْ " ومَنْ يَتَعَدَّ " أفقَهُ كُنهَها، أنا لستُ مِمَّن رَغمَ علمٍ
أَسرَفُوا
.
جسمٌ هنا في الرِّيحِ
يفترِشُ المدى؛ يعدُو وراءَ الرّوحِ .. هل تتوقّفُ؟
.
وتجيءُ بالرّيحانِ - يغسلُ ريبةً - في داخلي المسكينُ جاءَكَ يهتِفُ
.
جادَ الضّحايا الدّمعَ
لاتَ توسُّلٍ
وأنا أتيتُ أَجودُ - رُوحًا - تُذرَفُ
.
في حُلكةِ البَحرِ الضّياعُ مُخادِعٌ
يبتزُّ قاربَنا؛ فكيفَ نُجذِّفُ؟
.
غسِّلْ قلوبَ المُتعَبينَ بآيةٍ للبَرِّ تَهدِي التّائِهِينَ
ليَقطِفوا
- نورَ اليقينِ الحقَّ -
فاملأْهُمْ رِضىً
ليؤانِسَ الآنَ القلوبَ المِصحفُ