الجمال:
قال صلى الله عليه وسلم
إن الله جميل يحب الجمال
الجمال هو ما لا يعيبه نقص
بالتالي فالجمال هو كل ما حقق العلو في الكمال
والله سبحانه وتعالى له الصفات العلى
علو في صفاته الذاتية سبحانه فليس له سميا
وعلو في صفاته الفعلية سبحانه وتعالى
فسبحانه هو رب العالمين له من العلو ما جعل هذا الخلق جميعا في الكمال الذي يدل على علو صفات الله سبحانه
فسبحانه رب العالمين
بالتالي فالجمال الحقيقي ليس فيما تتفق عليه البشرية
فقد تتفق البشرية على ما هو ذميم فتعتبره جمالا فهناك من سيتخذ المسيخ الدجال الاها
وهناك من البشرية من تتطهر من خطاياها بالنجاسات
بالتالي فالجمال الحق هو ما حقق الجمال في صفاته الفعلية والقولية
فقد يكون هناك من هو ذميم في خلقته الا انه وفق مراد الله قد حقق الجمال في ظاهره وباطنه
وكلما كان الجمال الحق صفة للإنسان كلما كان طيبا في ظاهره وباطنه وكلما كانت نتائج افعاله لنفسه ولغيره محققة للجمال
لذلك فأجمل الخلق هو رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذ كون صفته رسول الله يلزم ان يحقق الجمال في صفاته الذاتية كاليد والعين واللسان والرجل وكل جوارحه إذ أنها الشارحة لمراد الله سبحانه وتعالى
كما ان اقواله وافعاله صلى الله عليه وسلم هي الإسلام بالتالي فقد حققت اقواله وافعاله الجمال المعبر عن جمال الإسلام والذي هو علم من له الصفات العلى سبحانه
قال تعالى في سورة البقرة
(وَلَا تَنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكَٰتِ حَتَّىٰ يُؤۡمِنَّۚ وَلَأَمَةٞ مُّؤۡمِنَةٌ خَيۡرٞ مِّن مُّشۡرِكَةٖ وَلَوۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡۗ وَلَا تُنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤۡمِنُواْۚ وَلَعَبۡدٞ مُّؤۡمِنٌ خَيۡرٞ مِّن مُّشۡرِكٖ وَلَوۡ أَعۡجَبَكُمۡۗ أُوْلَٰٓئِكَ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ وَيُبَيِّنُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ (221))
فالجمال الحقيقي هو ذلك البرنامج الإسلامي الذي يدور بداخل النفس فيلزمها بفعل كل جميل في ظاهرها حتى أننا عندما نراه فلا نرى جسده ولكن نرى إسلامه
فيصبح اهل الجمال الحقيقي هم برنامج إسلامي يتفاعل مع بعضه البعض
فهم لا ياكلون ولا يشربون ولا يتزوجون ولا ينطقون ولا يتفاعلون معا الا بما كان خالصا صوابا
خالصا لله سبحانه صوابا وفق مراد الله الذي بينه رسوله صلى الله عليه وسلم
لذلك فذلك المجتمع الجميل هو مجتمع جماله بالإسلام جعله جسدا واحدا لا يرى منه نقص قط
فالثوب الابيض يمدح لنقائه من الخبث وبقدر حفظه لبياضه يمدح في ذاته
لذلك فمن يريد أن يجعل من الجمال تجربة في طعامه وشرابه وزواجه ثم يحدد ان يختار الجمال أو ان يختار غيره نقول له عليك انت اولا أن تكون جميلا لترى الجمال
فلا يرى الجمال إلا من كان جميلا
ومن يريد ان يجعله تجربة وهذا نتيجة تعطيل برنامج الجمال ذاته
فصارت الأهواء هي الحاكمة على النفس البشرية وصار الجمال وفق هوى النفس تهواه تارة وتهوى غيره تارة أخرى لتعدد برامج إدارة النفس البشرية يريدها عوجا
ليكون السؤال
متى يصبح برنامج إدارة الأنفس هو برنامج من جماله صفة ذاتية له في ذاته وأفعاله سبحانه وتعالى؟