أيها الصدق كيف أنت؟ أراني أفتش وأسأل عنك ، و أجدك متوارياً تجثم على صدرك أطنانٌ من تناقضات الفكر عندما أقلبُ في ذاتي ، وفيما حولي، وفيمن حولي ، لدرجة أن بعضهم أخبرني _ أيها العزيز_ بأنّ الحياة أحياناً لاتحتاج إليك بكل هذا الوضوح إذ لابد من فن المجاملات.
ولكنني عندما أتأمل تصرفاتهم أراها تتعدى حدود المجاملة و تقف بهم في مركز التملق والنفاق وكثيراً ماتدخل إلى بيت الكذب فيلذُ لها العيش فيه.
أيها الصدق العزيز:-
لقد احترتُ في التفكير كيف نجعلك تسيطر على عالمنا بكل أبعاده وكل ماحولنا يرفض هذه الفكرة ولو ضمنياً
ويرمي كل من يحاول ذلك بعيدا ً في خانة من لايجيد فن التعامل بمرونة للحصول على أكثر الغايات بأقل جهد.
نعم أيها الصدق :-
أنا أعرف بأنك من الخصال الكريمة بل أنت أكرمها، وأراني أصدقك القول بأنّ مع كل خطيئه يرتكبها أي إنسان أبصرك متنحياً في استياء و يكون للكذب حضور الآمر الناهي ، وعندما تثور حميتك ، و تدخل في صراع بين النفس الراغبه في تنقيتها ، وبين الكذب يكون الصراع شديداً ، ولكن لاقلق عليك لأنك الأقوى ولك الحق.
عزيزي الكريم:-
أعترف لك بأننا في قربكَ نكون أنقياء ، وتظللنا السكينة
وراحة البال مهما عصفت الحياة بنا ، ولهذ أجد من الرحمة والخير العظيم وجودك معنا ووجودنا بك ،
أما الكذب فهو رفيقٌ مؤذي ، وهو رفيق الضعفاء ، وبالتأكيد هو عاجزٌ عن إسعاد أي كان ؛
على خلافك أيها الصدق فأنتَ لك جمالٌ مميز و بذورك رائعه ، و قابلة لأن تنبت وتثمر في أي تربة إذا سقيت بالصبر ، والحرص عليها من أي متسلل يريد العبث بها واتلافها
أيها الصديق الصدوق:-
أتمنى أن تبقى في أعماق ذواتنا ترتب وتصلح كل شئ لاترتاح له هناك ولك أن تحذف ماتشاء ، وترفق بنا إن قسونا عليك
ولتشفع لنا دائماً محبتنا الصادقة لك لأنها محبةٌ مستقاه من محبة الله تعالى لك
ختاماً أيها الكريم أستودعك الله في قلوبنا فسبحانه لاتضيع ودائعه ودمتَ بكل المحبةِ أنت