طقوس الشطارة
بعض البشر قادرون علي الامساك بتلابيب الأمور و جرها من عنقها ليسخرونها كـ " رهينة " تخدم أهدافهم النبيلة في الحياة .
و البعض يملك فقط التعويذة السرية كأن يكون لديه اموال طائلة يستطيع منها دفع الرشوة المناسبة .. او ان يكون لديه " واسطة محترمة " تحقق له اهدافه و تقضي له مصالحه في طرفة عين .
و هناك فئة من البشر تكتفي – في نهاية المطاف – بأن تصبح اسما علي قبر يواريها عن الحياة الدنيا .
و هكذا .. لكل انسان طقوسه سواء في الشطارة او الخيبة .. و مع ذلك فلا يوجد شخص شاطر مئة بالمائة .. و لم يولد من هو شاطر في كل المجالات الحياتية .. و الدليل علي ذلك " هتلر " الذي ظن انه قد سيطر علي العالم كله بجبروته .. في الوقت الذي فشل فيه السيطرة علي زوجته – التي تزوجها قبل انتحاره بفترة – حيث خانته مع احد حراسه !
تماما كما حدث من خمسمائة عام – تقريبا – حين خانت زوجة الملك شهريار مع احد الزنوج ! و من هنا بدأت الف ليلة و ليلة .. فقد اخذ يثأر من كل نساء الكون .. متصورا ان هذه شطارة منه !
طقوس اخري فعلها الروائي التشيكي كونديرا .. فقد عاش ينقد الستالينية وكل الإيديولوجيات التي انبثقت عنها.. ومع ذلك كان كونديرا ستالينا. هذا ما يقوله كتاب مارتن رزق " كيف نصبح كونديرا؟ " إذ يعود مارتن إلى أعمال كونديرا التي كان نشرها في تشيكيا- قبل انتقاله الي فرنسا- وهي أعمال تخلى كونديرا عنها ولم يذكرها مطلقا في أعماله اللاحقة.. من هذه الأعمال دواوينه الشعرية.. يكتب مثلا : إلى ارض ستالين، سنذهب لنغرف قوتنا .
و الآن عزيزي القارئ فلتذهب إلى رحلة تأملية داخل اعماقك .. و حينما تعود اخبرنا عن طقوسك انت ؟
***
شكرا علي امتابة الجميلة