|
تَطَاعَنُوا فِي غيابٍ حدَّه الأملُ |
وينقض الطَّعْنُ تَخْمِينًا وَ مَا غَزَلُوا |
قالوا تشاغل عنا ليس يرجعه |
إلَّا الصِّعَابُ و ما ضاقتْ به السبلُ |
تقَّاذفوا ولِحَاظُ العَيْنِ مُشْرَعَةٌٌ |
نحو الجوابِ فما جادتْ بِنَا الْمُقَلُ |
تسَّاءلوا و الهوى باق بأفئدةٍ |
ما تجمع الريحُ مِن صَلْدِ الأُولَى ارْتَحَلُو |
دَعْهُمْ فُؤاديَ إنَّ الحُبَّ أَوْدِيَةٌ |
مِنها المتاهاتُ كَمْ أُعيتْ بِها الحِيلُ |
والعادياتُ انْكفاءاتٌ مُحطِّمَةٌ |
والأمنياتُ تمطَّى فَوقَهَا الجبلُ |
أَغْرارَ مَلْحَمَتي لَا تُلْهِكُمْ دِعَتِي |
أَقْسَى الُّليوثِ بِكَيْلِ الضِعف ينشغلُ |
لَا الغَابُ يُرْهِبُ في ظَلمَائِهِ أسَدًا |
سِفْرُ البُطُولَةِ ما أَوْصَتْ بِهِ المُثلُ |
صَفْوُ القُلوبِ مَرَايَا غَرْبَلَتْ صُوَرًا |
فَهَلْ يُرِينُ عَلى مِرْآتِكُمْ دَجَلُ |
إِنْ غَابَ فِي عَاطِرِ الْآمَال ضيغمُنا |
فَفِي الثُّغُورِ لَنَا مَا أَبْدَعَ البَطلُ |
لَا تَنْهَشُوا الظَّهْرَ فِي غَيْباتِهِ إِحَنًا |
إِنَّ الثعالبَ في أَنْفَاقِهِمْ قُتِلُوا |
أُصْغِي إِلَيْهِ وَفِيَّ الْقَلْبُ زَنْبَقَةٌ |
تَعَطَّرَتْ بَأَريجِ الشِّعْرِ تَكْتَمِلُ |
ذَاكُمْ أَمِيري الَّذي أَفْضَتْ لَهُ لُغَةٌ |
وَ فَاضَ مِنْ نَهْرِهِ الْإِبْدَاعُ يَنْهَمِلُ |
أُزْكِي إِلَيْه بآياتِ الْوَفَا جَزِِلًا |
كَمْ أَجْبرَتْنِي على إهدائِها القُبَلُ |
بالإمتنان أردُّ البِرَّ مُنتَشِيًا |
مَن يَجْدِلُ النُّورَ مَن يُحْنَى لَهُ الآملُ |
برُّ الْأَمانِ تلقَّى الحرَّ مُبتهِجًا |
تبسَّم التُّربُ مَزْهُوًّا بِمَنْ وَصَلُوا |
أَحْلَامنا في أَكُفِّ الحرفِ زُخْرُفُها |
وَ الْجُرْحُ مِنْ مَبْسَم الجرَّاح يندملُ |
صُبُوا كؤوسَ الرِّضا في صَرْحِنا رَغَبًا |
وَ اسْتَسْلِمُوا لِبيانِ الْحَقِّ وامْتَثِلُوا |
لَوْ كَانَ لَثمُ الثَّرى في سجدةٍ فَرَحًا |
فلتفرحيه -أَمَانُ اللهِ- يبتهلُ |
حُمْرُ الحُرُوفِ بِلَا خَمْرٍ نُنَضِّدِهَا |
مِنْها الأحبَّةُ كَمْ عبُّوا وَ كَمْ ثَمِلُوا |
يَا رِحْلَةً طَوَّفت بِالحِبِّ مَوْطِنَهُ |
إنْ كانَ نشوانًا فلا سَاءتْ لَهُ الرِّحَلُ |
إِنْ غَارَ في الجَوفِ شهدُ الحبِّ مُسْتَتِرا |
نَضْحُ المُحَيَّا أَلَا يُوشِي بِهِ الْعَسَلُ ! |