رماد الحب
عَطفًا بي، سيّدتي،
ضاعَ العُمرُ... وما بَقى،
أمضيتُهُ في رجاءٍ خادعٍ،
وفي وَهْمِ حُبٍّ ما صَدَق.
أنفقتُ روحي على سرابكِ،
فما أراني سوى أُفُقِ ضياع،
مُظلِمٍ... لا شَفَقٌ هو، ولا غَسَق.
حسِبتُكِ روحي وجنّتي،
فكنتِ لهيبًا لقلبٍ بكِ احترق.
سقيتُكِ حُبًّا طاهِرًا،
فأبيتِ إلّا أن تسقيني دموعًا،
فجرفتْ سيولُكِ عشقًا قد تمزّق.
سبحتُ في بحركِ طامعًا
بحُبِّ حوريّةٍ... تُنقذُ قلبي من الغرق.
ناديتُكِ شوقًا نبيلاً،
فرددتِ صدى جُرحٍ قاتل،
كَسهمٍ مَسمومٍ... ما أخفق.
أهديتُكِ قلبًا عفيفًا،
كقمرٍ تهادى نورُه في سماك،
انكَسَف، وانتظر القلبُ ضياك،
فلا نَبضَ جاء، ولا بَرقٌ صَعَق.
في أحضانكِ كانت سريرتي،
عناقًا محمومًا... وقُضبانَ هوى،
سِجنًا لحبٍّ طغى،
يأبى حرّيةَ عبدٍ ما انعتق.
وفي عينيكِ كانت مجرّتي،
نجومًا متلألئةً، وأقمارًا برونقها،
حتى تجبّرتْ مغانطُها،
ولبستْ غبارَ كونِها،
فلا نجومٌ... ولا قمرٌ... قد انمحق.
انشطرتْ مجرّتي،
تبعثرتْ نجومي،
وأحرقتُ بقايا آمالي،
فصرتُ رمادًا،
ورمادي...
نكهةُ حبٍّ فاح
دخانه عبق،
وأثرُ وجعٍ صاح
أنينه ما رَفَق.