بريدها الذي لا يأتي
نزار قباني
تلكَ الخطاباتُ الكسولـةُ بيننـا خيرٌ لها.. خيرٌ لها.. أن تُقْطَعَـا
إنْ كانت الكلماتُ عندكِ سُخْـرَةً لا تكتبي. فالحبّ ليـس تبرّعـا
أنا أرفضُ الإحسانَ من يدِ خالقي قد يأخذ الإحسانُ شكلاً مُفْجِعـا
إني لأقرأ مـا كتبـتِ فـلا أرى إلاّ البرودةَ.. والصقيعَ المفْزِعـا
عفويةً كونـي.. وإلاّ فاسكتـي فلقد مللـتُ حديثَـكِ المتميّعـا

حَجَريّةَ الإحساس.. لن تتغيّـري إني أخاطبُ ميّتـاً لـن يَسمعـا
ما أسخفَ الأعـذارُ تبتدعينهـا لو كان يمكنني بهـا أن أقنعـا
سنةٌ مضتْ وأنا وراء ستائـري أستنظر الصيفَ الذي لن يرجعـا
كلُّ الذي عندي رسائـلُ أربـعٌ بقيتْ –كما جاءت- رسائلَ أربعا
هذا بريدٌ.. أم فتـاتُ عواطـفٍ؟ إني خُدعتُ.. ولن أعودَ فأُخدعا

يا أكسل امـرأةٍ تخـطّ رسالـةً يا أيها الوهمُ الذي مـا أشبَعَـا
أنا من هواكِ ومن بريدكِ مُتْعبٌ وأريدُ أن أنسى عذابكمـا معـا
لا تُتْعبي يـدَكِ الرقيقـةَ. إننـي أخشى على البللور أن يتوجعـا
إني أريحُكِ من عنـاء رسائـلٍ كانتْ نفاقـاً كلُّهـا.. وتصنّعـا
الحرفُ في قلبـي نزيـفٌ دائـمٌ والحرفُ عندكِ ما تعدّى الإصبعا
