بسم الله الرحمن الرحيم
واو المعية والجزاء
د. ضياء الدين الجماس

واو المعية :
هو حرف الواو بمعنى ( مع ) ويسمى واو المصاحبة ينصب الاسم الفضلة بعده فيجعله مفعولاً معه شرط أن يسبقه جملة. مثال : استوى الماء واالخَشَبَةَ - جلستُ وضوءَ القمر .
ومن الشعر قول كثير عزة :
فَكَأَنِّيْ وَإِيَّاهَا سَحَابَةُ مُمْحِلٍ *** زَجَاهَا فَلَمَّا جَاوَزَتْهُ اسْتَهَلَّتِ

حكم الاسم ما بعد الواو
يعتمد حكم الاسم ما بعد الواو على طبيعة الفعل قبله
1 – إذا كان الفعل لا يقبل المشاركة بين الاسمين قبل وبعد الواو فالنصب وجوباً على المعية ، مثال سرتُ والجبلَ. ومثل هذه الجملة لا تقبل التحول إلى جملة عاطفة
2- إذا كان الفعل يقبل المشاركة بين الاسمين فالواو عاطفة : تقاتل خالد وسعيد ولا تقبل التحول إلى جملة معية
3- إذا كان الفعل يقبل الحدوث من الواحد ومن الاثتين فالحكم جواز المعية والعطف. مثل حضر الأب وأولادَه (وأولادُه) ، أي أن الجملة الجائزة تقبل التحول من المعية للعطف وبالعكس
ملاحظة 1
الاسم الفضلة ماليس أساسياً في الجملة (كالمبتدأ والفاعل..) ، فإن كان الاسم أساسياً (عمدة) فتكون الواو عاطفة وليست للمعية.
ملاحظة 2
لا يجوزُ أن يتقدّمَ المفعولُ معهُ على عاملهِ، ولا على مُصاحبهِ، فلا يقال: "والجبلَ سارَ عليٌّ" ولا "سارَ والجبلَ عليٌّ".


واو الجزاء
وقد يدخل واو المعية على الأفعال المضارعة (يحافظ على دوره في العطف) ، فينصب الفعل بعده بأن المضمرة ويسمى في هذه الحالة واو الجزاء ، وينصب الفعل وجوباً إذا كان ما بعده مصدراً مؤولاً معطوفاً على مصدر مؤول مقدر ، وشرطه أن يتقدم على الفعل طلب أو نهي .
كقول الشاعر :
لا تنْهَ عن خلق وتأتيَ مثله = عار عليك إذا فعلت عظيم
كما تضمر أن بعد الواو السابقة الذكر جوازاً إذا كانت تعطف مصدراً مؤولاً على مصدر صريح . كما في قول ميسون بنت بحدل * :
للبسُ عباءة وتقِرَّ عيني = أحبُّ إليّ من لبس الشفوف
والمصدر الصريح في البيت كلمة ( لبْسُ ) من الفعل لبس .