= كنت بذرةً ملقاةً على أرض حقلٍ واسعة،بين المزروعات النامية..أرى قممهاشاهقةً بعيدة..
ما أنا إلا بذرةٌ سقطت من ذلك التخت الذي يحملها..بل أسقطتني الريح..ولم تبتلعني التربة بعد-كغيري-..
على تلك الأرض، وبين سوق النبات..يبدو العالم مختلفاً ..فلا أرى إلا المتوحش مما يدبُّ على تلك الأرض!..وجثمان غضنٍ يابسٍ !..وورقةٍ قضت منذ زمن!..وبذرةٌ دخيلةٌ-مثلي،وهن ندرة-..
الظلام يكوّن مع هذا كله عالماً مرعباً..يصعب على بذرةٍ ضعيفةٍ العيش فيه...
استعنت بالواحد الأحد، وبدأت أسابق الخطو علّي أعثر بمخرج من هذا العالم!..كنت أخفّ في حركتي حتى لا تشعر بي المتوحشات..
- كغيثٍ زار أرضاً عطشى جئتِ..
لك تكوني نبتةً أو حتى بذرةً مثلي..إنما كنت برعماً نامياً أسفل ساقٍ رقيقةٍ..أعلم يومها أني وإياك نتشابه كثيراً في طفولتناوفي شبابنا وكهولتنا!!..إنما الخلاف في الرحم التي أنجبتنا،وفي الذرية التي سننجب!
فطرتك أن تشمخي.. أن تتفتق خلاياكِ عن زهورٍ آيةً في الحسن والجمال..
أما أنا!
ففطرتي أن أدفن نفسي أرضاً..أرضاً..كي تسمو روحي سماءً..سماءً..
- قليلةٌ هي الرياح الهبوب ،التي تحملني إلى أرضٍ أجد لي فيها مكاناً..(لن أكون أنانيةً فاتمنى اقتلاع النبات حولي)!!
- أشعر بسذاجة تجتاحني!..
هل أستطيع النمو عندما أختبئ تحت قشةٍ كبيرةٍ؟!أو تحت ورقةٍ ميتةٍ؟! أو حتى في ظل نبتة- مع أن الدنيا حولي ظلام-؟!
- لن أكون متهورةً فألقي بنفسي بين فكيّ آكل بذورٍ يأتي على حياتي فيفنيها!!
- صديقتي/ البرعمة..
لقد سبقتني بالنمو ..وجدت مالم أجد..لكنك ما صارعت الرياح كما فعلت، وما انتهت لك معركةٌ معها بالسقوط في مازق كمأزقي، لذا فإن نموي صعبٌ للغاية..
عندما أنمو(بإذن الله) سيكون نموي عملاقاً ..تماماً كالنبتة التي سأنجبها..
(أنا لا أسخر منك..فقط أصف لك مستقبلي الذي أتمناه!)
-سننمو معاً.. على(((سأساعدك كما أستطيع..لا كما تطلب)))..!
صديقتك/حياة في عالم ميت.