عينٌ تـــراكِ ، و عينٌ نــَالَها الحُلُمُ
و القلبُ شيخٌ ، و فيهِ السَّقمُ و الأَلَمُ

ماذا أقولُ ، و شِعري بـاتَ مُنتَحَلاً
يبكي الهوينـا شباباً سادَها العَدَمُ

يــا واحَةَ الشِعرِ إنَّ الرُّوحَ في كَبَدٍ
لا شيءَ فيها ،و طبعُ الذَّاتِ مُنقَسِمُ

أنتِ القَصيدَةُ ، و الأبياتُ تنسجُها
إشراقَةُ الوجهِ ، و العينانِ و الهِمَمُ

أنتِ القصيدَةُ لا شِعرٌ يُنافِسُهــا
فيكِ الجمالُ ،و فيكِ الأصلُ و القِيَمُ

لا تَنكُريني ، فمـا بالنَّفسِ طاقَتُها
ولَّى الشَّبابُ ، فماذا ينفعُ النَّدَمُ

لا تَنكُريني رعاكِ اللهُ يـا قَمَراً
للشِّعرِ أهلٌ بغيرِ الحُزنِ ما عَلِمُوا

تبقى الهُمومُ بلادٌ نحنُ نَسكُنُها
دستورُنـا الصَّبرُ .. بالأشعارِ نَنتَقِمُ

و ما الحياةُ سِوى يومٍ و فاجِعَةٍ
و الليلُ وحشٌ مِن الاحساسِ يَلتَهِمُ

إنَّ الجُـروحَ لَأنـواعٌ و أصعَبُهــا
تِلكَ المُمِيتَةُ ، جرحٌ شَقَّهُ القَلَمُ




ثامر عبد المحسن النمراوي