أردنُّ..يا ذا المجدِ..

معركة الكرامة الخالدة ..ذكرى و سُعدى....

سُقياً لعهدِكَ يا مليكُ وفاءُ
السّهلُُ والشمّاءُ والبيداءُ

إنّ الهواشمَ إن أطلّوا زيّنتْ
عينَ الدُّنى وسماعَها الأسماءُ

تلكَ الشُّموسَ إذا أجلتْ بدورَها
أزهى على ليلِ المَصيفِ صفاءُ

يا رُبّ ليلٍ قد أظلَّ بأنجمٍ
الليلُ فيها مقلةٌ حوراءُ

إنَّ العهودَ إذا استقامَ وفاؤها
أجرى على عدلِ الأنامِ قضاءُ

فازدانَ في عنقِ الحسانِ عقودُها
ما أعتقتْ في جيدِها الحسناءُ

أمُّ المحاسنِ في الخلائقِ حرّةٌ
نفسٌ بقِسْطِ القائمينَ ذُكاءُ

لمّا تهطّلتِ السماءُ لغيثِها
فارتادَ في بُشرى الربيعِ شتاءُ

أردنّ ما في المجدِ أعلى رايةً
مجدٌ أرومٌ عزةٌ قعساءُ

صِيدٌ إذا سارَ الأكارمُ أيمنوا
أو أيسروا فالمكرماتُ سواءُ

من غارَ في تُربِِ الكرامِ جذورُهُ
واختالَ فرعٌ للسماءِ سناءُ

في سبطِ ما اشتملَ المكارمَ جدُّهُ
هديٌ وآيٌ تلكمُ الآلاءُ

ما استنَّ في سِبطِ الرسالةِ مولداً
لِسبيلها ما استنتِ القصواءُ

إنّ الهواشمَ للنوازلِ نجدةٌ
جارٌ وحصنٌ عُهدةٌ عصماءُ

لأبي الحسينِِ شواهدُ ومنازلٌ
وثقَتْ عُراها تربةٌ وسماءُ

لما اشتهاكَ الليلُ أجهلَ ظُلمةٍ
فاشتدَّ فجرٌ للشموسِ ضياءُ

تأبى المكارمُ أنْ تَنازلَ دونّكم
إنْ في الملوكِ وأيُّما الرؤساءُ

أردنُّ يا ذا المجدِ أنْ سَطرتْ لهُ
الأقلامُ و القرطاسُ والشّعراءُ

يا معشراً جبلَ المُعزّ نفوسهَمْ
للنّازلاتِ فمعقلٌ ورجاءُ

أرضُ الكرامةِ فجرُ من وقذَ العدا
رأساً وأقذتْ مُقلةٌ عوراءُ

لمّا تجشّمتِ الصّهاينُ بالفدا
فانداحَ منْ سلطِ الجبالِ دُكاءُ

عالى مُثارُ النّقعِ فوقَ رؤسهِمْ
ليلٌ غَشومٌ ظُلَّةٌ عمياءُ

ما أطولَ الساعاتِ في يومِ الدُّجى
إنْ للقيامةِ ساعةٌ سوداءُ

فانشقَّ بحرٌ في القيامِ عليهمُ
وأمرَّهمْ سُقيا الدُّموعِ دواءُ

فاستاقُهم أسرى نوازعُ غدرهِمْ
منٌّ وإمّا بَعْدها وفداءُ

يا سيداً عجمَ الوفاءُ عهودَهمْ
عُوداً فعُوداً روضةٌ ورقاءُ

إنْ حكمةٌ ضلَّ الأنامُ لوصلِها
أدنتْ لحبلِ وصولِها الجوزاءُ

للقدسِ والأقصى مسامعُ أمةٍ
وسابقُ الحرمينِ فيهِ نداءُ

هل غادرَ الشعراءُ منْ متردَمٍ
إلّا ترى الأردنَّ فيهِ بكاءُ

أولى على الأردنِّ سابغَ نعمةٍ
الأمنُ والإيمانُ والإسراءُ