لم أكن

أظْلمَ العيْشُ عندما لمْ أجدْها..........بجِواري كأنَّه في حدادِ
لمْ أكنْ أعرفُ الهمومَ بتاتًا............حينَ كنَّا في ألْفةٍ و اتِّحادِ
كان بين القلوب ما جعل الأي........يامَ مغْسولةً من الأنكادِ
كمْ مشينا و بالُنا غيرُ مُهْتمٍّ..............بقوْل اللوّام و الحسّادِ
وجلسْنا معًا سَعيدين تحْت...الظلِّ و الماءُ في الجوانب غادي
ونشقْنا عبيرَ زهر الروابي.......وانْبهرْنا من شدْو ذاك الشادي
واسْتمعْنا إلى غناء السواقي............بجواري الصَّنوْبر الميّاد
و انتَشينا من الجمال الذي ذاع.........أمامَ العُيون في كلِّ واد
و جرى بيْننا حديثٌ شهيٌّ............و لذيذٌ يدُور حوْل الودادِ
إنَّ عذْبَ الكلام تلْقاه عند...المُسْتهامِين مثْل شدْو الشوادي
كان عهْدُ الغرام يحْنو عَلينا.........مثْلَ أمٍّ تحْنو على الأولاد
وعَدتْني بأنَّ يظلَّ هوانا................شعْلةً من تلاحمٍ و اتِّحاد
أخْلفتْ وعدَها معي و يظلُّ.......الخلفُ فعلاً مخالفًا للرَّشادِ
لم تعرْ للهوى الذي بيْننا وزْنا.........و كانتْ فيه من الزهّاد
لم يعدْ حبُّنا كما كان أمْسًا.............بلْ غدا خيْمةً بلا أوتاد
تركتْني مثْلَ اليتيم وحيدًا............ليْتَها لم تخنْ رباطَ الودادِ
قاد هذا الفراقُ قلبي
إلى دنْيا..........الأسى و السّهاد شرَّ قياد
طال لَيْلي و طال فيه عَذابي........عنْدما حرّم السّهادُ رُقادي
لمْ أَعدْ أَسْتلذُّ شدْوَ السَّواقي......منذُ غابتْ أو فرْحةَ الأعْيادِ
إنَّ عهدَ الغرام كان فريدًا ..................و بديعاً و زاهيَ الأبراد
حمَّلتني ما لا يطاقُ بفعْلٍ...........صادمٍ لمْ أضعْه في تِعْدادي
لم أكنْ أَشْتكي كما اليوم حتَّى........ضقتُ ذرعًا بكثْرة الإجْهاد
إنَّني ما ارتكبْتُ في الحبِّ ذنْبا....كيْ تصيرَ الأمورُ عكْس المرادِ
طيفُها حاضرٌ معي منذ غابتْ............إنَّه لا يريدُ أيّ ابْتعاد
حبُّها رغم بعْدها عنْ عُيوني.......لم يزلْ مالكًا صميمَ الفُؤاد
إنّني ما رأيتُ كالبين شيئًا............. مُفْزعًا للقُلوب و الأكْبادِ
خاب ظنّي لمّا رأيتُ زَماني.........صارَ يمْشي مُخالفَ المعْتادِ