تُخفي نعيمَ الحَيا الجادي ابتسامتُها
وَتغدق القلبَ إشفاقًا براءتُها
جالت بخاطرتي أنفاسُها كرمًا
وَاستسلمتْ لهوى الرُحمى إشارتُها
ليتَ الزَّمانَ الذي ينأى بلا سببٍ
ينسى السَقامَ فتهدينا نضارتُها
تشدو مع اليَدِ طولَ الدَهر حَنجرةٌ
مُذ ربَّتتْ فوق نبضِ الرُوح راحتُها
تمهّلي ، قلتُ ، فانسابتْ على عَجَلٍ
منها اليواقيتُ تغرينا حَضـارتُها
حتى إذا استمكنَ اللُطفُ الشَذيُّ فمًا
دارت على لغةِ الأعماقِ وردتُـها
لا تهجرِ التينَ ، قالتْ وَهي شاعرةٌ
فكيف لو أينعتْ قربـي بلاغتُها
للطَرفِ مِن طُرَفِ الإشراقِ قافيةٌ
واستَرسَلتْ في بَنات الفكر حِكمتُها
قومي بوصفِ فؤادٍ ظل مُتَهمًا
نفسي تتوق لمن فاضتْ صَبابتُها
قومي قِوامُ المَعاني أيقظَ الشُهَدا
والحورُ من شَغفٍ طابت فَصاحتُها
وَ تعلمينَ بأنَّا رغم لوعتِنا
نهوى الأقاحيَ ما صَحَّتْ بدايتُها
لا نعلمُ الغيبَ لكن نتقي شُبَهًا
مِن ألفِ عاديةٍ تهمي قِلادتُها
إليكِ أشرعتي ، فاستنهضي أدبي
وثوّري لغةً تهمي حَداثتُها
للغِيدِ للهيفِ وَاللاتي تنادمُنا
وَ تستمرُّ تُهادينا حلاوتُها
للطيرِ للبُلبُلِ الغرّيدِ ظاهرةٌ
منها العطياتُ لا تُنسى بشارتُها
تَجيءُ بالنفسِ وجدانًا يظاهرُها
ولو بدت تسكبُ الدَمعاتِ ثورتُها
أجملتِ أخيُلةً دَرَّتْ ثقافتُها
فما تغيبُ عن الوادي أصالتُها
جُزتِ الذي أسَّسَ الإيقاعَ خاطرُه
رؤاكِ تدهشُنا حقًا عبارتُها
وأنتِ غيداءُ لم يَهدأ لها تَرَفٌ
كلا ، ولا نضَبتْ تاللهِ هَيبَتُها
جادتْ على ألقِ الأكوان بسمتُها
وأشرقتْ بعيونِ الورد هالتُها
فالوصفُ والمدحُ ما أهدتْ أناملُها
وبالنسيب تُصافينا حصافتُها
فليهنأ الأدبُ الوافي بمن حَملتْ
إرث الكبار ، تهادي الضاد آيتُها
وليفخرِ الوطنُ الحاني ببَضعتهِ
قد رَفرَفتْ في سَما الإبداع رايتُها
فاقرأ ظنونَ المَها مِن غير توريةٍ
كيما تلذَّ مع الشُرّاح بسمتُها
ثم التمس بعضَ إدراك يشاطرُها
فحوى الدَليل ، فلا تفنى غرابتُها