اهنأ هنيةُ إنَّ نصركَ عاجلُ
وعدونا واللهِ حتمًا زائلُ
حلَّقتَ للجناتِ شهمًا ماجدًا…
وعدوُّ دربِكَ في الخيانةِ سافلُ
يُرغي ويُزبِدُ باللسانِ وقلبُهُ…
فَرِحٌ بقتلكَ للهزيمةِ باذلُ
متقلبٌ في الشوكِ مُذْ طوفانِكُمْ…
سوءاتُهُ انكشفتْ فكيف يُخاتلُ
سَطعَتْ بشمسِكُمُ الحقيقةُ للدنا…
والكاذبُ الخَوّانُ نَجمٌ آفِلُ
فاهنأ أبا العبدِ الأليمُ فراقُهُ…
طوفانُ روحِكَ للأعادي وابلُ
هم حرروكَ من الهمومِ وأسرِها…
وسجنتَهمْ خِزيًا فجُنَّ الباطلُ
أقسمتَ أنكَ لن تغادر جمعنا…
إلا شهيدًا فاصطُفِيتَ وأُمهِلُوا
دعنا من الفُجّار إنَّ حديثَهُمْ…
سُقمٌ وسُمٌّ للقلوبِ يُماحِلُ
لكن ذكركَ يا هنيةُ عاطرٌ…
نعم الشهيدُ المستنيرُ الفاضلُ
الحافظُ القرآنَ سيدُ قومِهِ…
الباذلُ الأحبابَ ليس يُماطلُ
الصادقُ البطلُ الوفيُّ بعهدهِ…
أنى يضاهيهِ الجبانُ الناكلُ
لما سمعتُ بيومِ عرسكَ سيدي…
ومضى فؤادي للقصيدِ يُحاولُ
قلَّبتُ في شتى البحورِ خواطري…
فإذا ببحرِكَ مثل قدرِكَ كاملُ
لمن الشهادةُ سيدي إن لم تكنْ…
لكمُ وأنتم نورها المتطاولُ
وكذاك كان السابقون فكلكمْ…
جبلٌ أشمٌّ حار فيهِ معاولُ
فالحقْ بياسين البطولةِ شامخًا…
سيُتِمُّ عهدَكما الغَداةَ جَحافِلُ
وَهِمُوا يظنونَ الحتوفَ نهايةً…
بل تمتطي خيلَ الشهيدِ بواسلُ
هي رايةُ الإسلامِ ليس يصونها…
إلا ليوثُ الحقِّ حين تقاتلُ
ستظلُّ تعلو أرضَنا خفاقةً…
ما غابَ عن عَلَمِ البطولةِ حاملُ
ستظلُّ يُورِثُها الرجالُ لبعضِهِمْ…
ويراهمُ كَمدًا فيذوي الباطِلُ
ولقد وُعدنا الحُسْنَيَيْنِ فجَنَّةٌ…
أو نصرُ عاجِلةٍ وخُلْدٌ آجِلُ
قد فُزتمُ بالوعدِ بعدَ جهادكمْ…
فاهنأ هنيةُ إن نصركَ عاجلُ!
الأربعاء ٢٥-محرم-١٤٤٦ هـ
الموافق ٣١-٧-٢٠٢٤ م