أوفيتَ عهدَكَ أيها المِغوارُ...
وأذقتَهمْ بأسَ الحروبِ فخاروا

زلزلتَهم وقصمتَ كِبرَ عُتاتِهمْ…

وأريتَهمْ مَنْ مِنكما الجَبّارُ

وفضحتَ كُلَّ مُنافقٍ مُتذبذِبٍ…
هُتِكتْ عليهِ بصدقِكُمْ أستارُ

ماتوا جميعًا بالمذلةِ خُضَّعًا…
وحَيِيتَ يا يحيى فلستَ تُضارُ

قالوا قضى السِّـنو ارُ قُلنا ويحكمْ…
الكلُّ بعدَ رحيلِهِ سِـنـو ارُ

والسادةُ الأبطالُ في ساحِ الوغى…
كلٌّ على ثغرِ العِدا كَرّارُ

إن غابَ منهمْ سَيِّـدٌ جا سَيِّـدٌ…
أقواله الأفعالُ لا الأعذارُ

أنيابهمْ في حَلقِ أوغادِ العِدا…
وزئيرهمْ يوم اللقا إعصارُ

ووعيدهمْ يُوفي به مَن بعدَهم…
فالكلُّ عند وعيدِهمْ أحرارُ

إن كانتِ الكلماتُ ديدنَ غيرهمْ…
فكلامهمْ في العالمينَ النارُ

أصلَوْا بها أعداءَهمْ وتصبروا…
ما فتَّ في عَزَماتِهمْ خَوّارُ

يرجونَ إحدى الحُسنيين؛ فنُصرةٌ…
أو بالشهادةِ تُحمَدُ الأقدارُ

ما ماتَ مِنهمْ سيِّدٌ بفراشِهِ…
نعمَ الحُتوفُ وكأسُها الدَّوّارُ

شَربوا بهِ الأمجادَ صِرفًا ويحَ مَنْ…
شربَ المذلةَ مَزجُها الأعذارُ

———-

إن يَمضِ يَحيى يَمضِ غيرَ مُذَمَّمٍ…
فهْو الهِزَبرُ الأشَعَثُ القهّارُ

قَهَرَ العِدا وأذلَّهمْ بِحَياتِهِ…
فلئنْ يَمُتْ فشهادةٌ وفَخارُ

وبألفِ يَحيى سوف يُزهِرُ دَربُهُ…
دَربٌ دعا لرجالِهِ المُختارُ

دَربٌ مَضى فيه الصحابةُ قَبلَهمْ…
السابقونَ وسادتي الأنصارُ

صلى الإلهُ على الحبيبِ مُسَلِّـمًا…
وعلى رجالِ اللهِ حيثُ أغاروا
======================


الأربعاء ١٤-ربيع الثاني-١٤٤٦ هـ
الموافق ١٧-١٠-٢٠٢٤ م