يا صاحِبَ الظِّلِّ قد لُقِّيتَ رضوانا…
وجاوَرَتْ رُوحُكَ الغَرَّاءُ رضوانا


قد اصطفاكمْ شَهِيدًا مَن سينصرُنا…
وزادَكُمْ في أعالي الخُلْدِ إحسانا


نَصَرْتُمُوهُ فَحَقَّ النصرُ يا بَطَلًا…
أذاقَ أَنجَسَ خَلْقِ اللهِ طُوفانا


سَيُهزَمُ الجَمعُ وَعدًا لا نَشُكُّ بِهِ…
وإن تَأخَّرَ يَومُ النَّصرِ إعلانا


يا سَيِّدي الضَّيفَ يا مَن زُرتَنا أَمَلًا…
أحيا بهِ اللهُ في دُنْياهُ إيمانا


أَشرَقْتَ كالشَّمْسِ للدنيا فإن غَرُبَتْ…
فكُلُّ يَومٍ لهُ شَمْسٌ ستَغْشانا


إن ظَنَّ يُطفِئُ نُورَ الشمسِ واهِمُهُمْ…
فالشمسُ أصدَقُ في الإصباحِ بُرْهانا


والليلُ إنْ طالَ ثُمَّ اجتاحَ قَلْعَتَنا…
فالصُّبْحُ يا سَيِّدَ القَسَّامِ قد حانا


لاحَتْ بَشائِرُهُ فاحَتْ أَزاهِرُهُ…
صاحَتْ قَساوِرُهُ لَبَّيكَ أقصانا


طُوفانُهُمْ هادِرٌ طامٍ فسادَتُهُمْ…
قد طَلَّقُوا في زَمانِ التِّيهِ دُنيانا


لَبَّى فلسطينَ مِنهُمْ كُلُّ قَسْوَرَةٍ…
وغَيرُهُمْ باعَ للشَّيطانِ أَوطانا


لبَّوا فلسطينَ بالأرواحِ مُرْخَصَةً…
وبالدماءِ تُرَوِّي القُدْسَ أَزمانا


ما فَتَّ في عَزَماتِ الأُسْدِ مُرْجِفُنا…
وإن مَكَرْنا بِهِمْ غَدرًا وخُذلانا


لكن دعَوْنا لِدَرْبِ العِزِّ وانطلقوا…
يُسَطِّرُونَ لَنا الأمجادَ ألوانا


يَستَنهِضُونَ بِنا دِينًا نُرَدِّدُهُ…
ويُشْهِدُونَ على الخُذلانِ دَيَّانا


واللهُ يَشهَدُ وَالتارِيخُ يا وَلَدِي…
أنَّا رفعنا لواءَ الذُّلِ إذْعانا


أنَّا هَبطنا بقاعِ العارِ عاريةً…
أخلاقُنا وتَسَرْبَلْنا خَطايانا


أنَّا رَضِينا بِزَرعِ الخِزيِ نَحْصُدُهُ…
مِيراثَ آبائِنا نُعْطِيهِ أَبنانا


أَذْنابُ أبقارِنا قُربانُ ذِلَّتِنا…
يا ويحَ مَن قَدَّمُوا للذُّلِّ قُرْبانا


يا سَيِّدِي الضَّيفَ فاضَتْ فيكَ عَبْرَتُنا…
وما أَضَفْنا بِسِفْرِ المَجدِ عُنْوانا


سَطَّرْتُمُ مَعْ رِفاقِ الحَقِّ مَلْحَمَةًً…
يا ليتَ كُنَّا لَكمْ في الحقِّ أعوانا


أو أن صَمَتْنا لَعَلَّ الصَّمْتَ يُلْجِمُ مَن…
نَعيقُهُ كَغُرابِ البَينِ يَنعانا


لكِنْ غَدَرْنا بِكُمْ في شَرِّ أَزمِنَةٍ…
وكمْ دَهَقْنا كُؤوسَ الخزيِ جُرْذانا


فاستَشْفِعِ اللهَ يُحيِي موتَ أُمَّتِنا…
مَتى أَوَيْتَ إلى القِنْدِيلِ جَذْلانا


فأنتمُ جَوفَ طَيْرِ العَرْشِ سابِحَةٌ…
أَرواحكمْ فاذْكُرُونا عندَ مَوْلانا


عَسى بِهِمَّتِكُمْ تَحْيا عَزائِمُنا…
على التَّوَحُّدِ في تَشتِيتِ أَعدانا


عسى الطريقُ الذي مَهَّدْتُمُوهُ لَنا…
يَسرِي بِهِ جَحْفَلٌ يَرُدُّ أقصانا


فاهْنَأْ أَبا خالدٍ في الخُلْدِ وادْعُ لَنا…
عسى انتِصارُ غَدٍ قدْ أَشْرَفَ الآنا


أَوْصِلْ صَلاتِي وتَسْلِيمِي لِسَيِّدِنا…
مُحَمَّدٍ خَيرِ جُنْدِ اللهِ إحسانا


وآلهِ وكِرامِ الصَّحْبِ مَن بَذَلُوا…
أَرْواحَهُمْ لِفِداءِ الدِّينِ فُرْسانا


أحمد السيد يوسف


الجمعة غرة شعبان ١٤٤٦ هـ
الموافق ٣١-يناير-٢٠٢٥ م

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي