كُلَّمَا ضَاقَ بِيَ المَسِيرُ،
مَدَدْتُ يَدِي لَا لِشَيْءٍ… سِوَى لِحَرْفٍ يُشْبِهُنِي.
حَرْفٌ لَا يَخْذِلُ، لَا يَعْلُو، لَا يَعْتَذِرُ،
بَلْ يَحْتَوِينِي كَمَا أَنَا:
مُتْعَبَةٌ، مَحْنِيَّةٌ، لَكِنَّهُ لَا يَطْلُبُ مِنِّي أَنْ أَعْتَدِلَ.
فِي حَضْرَةِ الحَرْفِ، أَخْلَعُ أَثْوَابَ التَّجَلُّدِ،
وَأَتَدَثَّرُ بِضَعْفِي دُونَ خَجَلٍ،
فَأَنَا حِينَ أَكْتُبُ… لَا أَخْشَى السُّقُوطَ،
الحُرُوفُ وَحْدَهَا مَنْ تُعَلِّمُنِي كَيْفَ أَرْتَفِعُ.
أَكْتُبُنِي مِنْ فَرَاغٍ .. مِنْ أَلَمٍ صَامِتٍ .. مِنْ خَيْبَةٍ مُؤَجَّلَةٍ،
وَمِنِ انْتِظَارٍ لَا يَعْرِفُ طَرِيقَ العَوْدَةِ.
لَكِنَّنِي فِي كُلِّ مَرَّةٍ أَكْتُبُ فِيهَا، أَعُودُ إِلَيَّ، قِطْعَةً… بَعْدَ أُخْرَى.
لَا أَحَدَ يُمْسِكُ بِي حِينَ أَنْهَارُ، لَكِنَّ الحُرُوفَ تَفْعَلُ.
لَا أَحَدَ يَسْمَعُ صَمْتِي، لَكِنَّ الوَرَقَ يَتَهَجَّاهُ حَرْفًا حَرْفًا،
وَيَمْنَحُنِي اسْمِي حِينَ أَنْسَاهُ.
أَنَا امْرَأَةٌ لَا تَحْتَاجُ كَتِفًا تَسْتَنِدُ إِلَيْهِ،
يَكْفِينِي حَرْفٌ صَادِقٌ،
يُشْبِهُ نَبْضِي،
وَيَتَّسِعُ لِدَمْعَةٍ لَا تَمْلِكُ جُرْأَةَ السُّقُوطِ.