بدون مقدمات ...وبكل حسراتي...

لعن الله الهمجية...

بكل ماتعني هذه الكلمة ... رحلت مريمْ ...
على الطريقة البربرية.ْ..
وبأسلوب قطع الشجرة من الجذورْ...
حتى لا تنبت الأغصان الندية ْ...
حتى لا تتنفس الأزهار...
ولا يرى النحل النهار...
ولايعمل في الخلية.ْ..
قتلوها لكي تكف الأنهار عن تدفقها...
كي ينتحر الجنين في بطن أمه ...
كي تكون حياتنا وهمية ْ...
قتلوها لأنها أرق فتاة ...
لأنها أصوات البلابلْ ...
واجمل حرف في ألا بجديهْ...
طعنوها كي تفارق الشمس عالمنا...
ويخيم الحندس الأليل ...علينا...
وننسى الأضواء الذهبية.ْ..
لن تجد في بيروت خضار ...
ولن ترى في العراق انهار...
وسينحط الفكر حيث الجاهلية.ْ..
وستبكي عليها القصيدة تلو القصيدة...
ولن تمر على حياتنا سنة جديدة...
وستصبح الكلمات الناعمات ...صخورا منسية ْ...
وسيهد سور الصين ...
ويفقد أسد الجيزة هيبته ...
كما فقدتها الأمة العربية.ْ..
وضعت نهج البطولة في نواصينا...
وأمام أعيننا ... وما غرتك دنيانا...
ومابها من نرجسية.ْ..
وأزحتِ عنا دروب الغش ...
ونورتِ طرقاتنا ... فكنت المصباح ...
وكنت قصيدتنا الأزلية.ْ..
وقناني العطر ... والمسك...والجمال...
والدفء,والإحساس والكلمات الوردية.ْ..
من حر قلبي بكاء ... بكاء ...وحنين وأشواقْ...
وأسراب طيور من السماء ... تحلق نحو العراقْ ...
لتودع الحضارة البابلية.ْ..
أنا لا أرثيك يامريم ...بل أبكيك يا أختاه...
ابكي اصل الحرية.ْ..
نامي بسلام ... ذهبت إلى حيث تستحقين ...
ما بعد هذا ــفي الجنة ــ حورية]