لا نملك إلا قلم .. و لا يحمل القلم إلا حبراً .. و لا يحوي الحبر إلا جزيئات تنهال على ورق سيصفر لونه و تطوى صفحاته و بعد لم يفك قيدنا .. بعد لم ترتعد أجسادنا .. بعد لم تنتفض قلوبنا لتحرر نفسها من لجامٍ أثقلها و أوهنها ....!!

و مازلت لا أملك سواه ........




و نكتبُ ألفَ ملحمةٍ بدمع
نجسدُ في ملاحمنا دمانا

نظنُّ بأن أوراقاً ستحمي
مساجدنا و نحمي بها رُبانا

و نشكو حالنا نرجو سِواه
فتزدادُ الغمائمُ في سمانا

فلا حالٌ تبدّل إن بقينا
نغازلُ أرضنا و بها مُنانا

و لا فرجٌ سيرسلهُ الرحيمُ
إذا الاعراضُ فينا ما توانا

و نبكي حرقةً لفراقِ ليلى
أما نبكي إذا انتهكت ربانا ؟

أما نبكي و أقصانا سليبٌ
و حولَ رياضهِ سُفكت دمانا ؟

عجيبٌ حالنا أضحى مهيناً
و فينا من يُحابي من سبانا

أيسخر مجرمٌ منا ونرضى
له رغدَ الحياة و في حمانا ؟

ندافعُ عن كرامتهِ و نبني
له البسماتُ تُسرق من شفانا

كرامتنا يدنسها و يمضي
بمرآنا ليعبث في ثرانا

و ليس لغادرٍ فينا عقابٌ
لأن الغدر أمسى في دمانا

و ليس لناصحٍ منا ثوابٌ
أينصحنا ليدرك مبتغانا ؟

و لكن أمتي حقٌ علينا
يقينــاً أن خالقنا يرانا

و أنَّا إن تطاولتِ السنونُ
بنا فالنصرُ مسكنهُ ربانا

فإما أن نكونَ بهِ عبيـداً
و إما أن يسيرَ على خطانا





14 / ذو الحجة
الاسطورة