|
على جمر النوى وحدي أبيتُ |
ومن كاس الصبابة قد سُقيتُ |
ذكرتكِ لا لأني قد نسيت ُ |
وما في الحي من حي ٍّ يَصوتُ |
ذكرتكِ فالعيون ُ تسحُّ ألماً |
وإن أنساك ِ يا قدري أموتُ |
ذكرتكِِ بائساً قلقا وحيداً |
وأشجتني المعالم ُ والبيوتُ |
ذكرتكِ يا هُنيد ُ وما نسيت ُ |
فذكركِ للهوى والقلب قوتُ |
ذكرتُ البلبلَ الصداحَ يشدو |
ويسقينا الغرامَ وما رُويتُ |
ذكرتُ الليلَ يجمعنا سوياً |
مع الأشواقِ والدنيا سكوتُ |
مع الأصحابِ والأهلِ اجتمعنا |
وفي عينيك ِ ساحرتي أبيتُ |
وبالرمشِ الكحيلِ كتبتُ شعري |
على وردِ الخدود ِ وما عَييتُ |
كتبتُ مشاعرًا تسري بقلبي |
ستبقى ما بقيتِ وما بقيتُ |
وأبقى حافظاً للعهدِ أسقي |
فؤادي من عيونكِ ما حَييتُ |
أنا المجروحُ يا هندُ اقتليني |
انا المذبوحُ لكن لا أموتُ |
هنا في الصدرِ أسقامٌ وشيبٌ |
وطعنةُ غادرٍ منها شَقيتُ |
رمانا بالفراقِ وظلَّ يشدو |
فيرميهِ الزمان ُ كما رُميتُ |
ولولا أنني يا هندُ أخشى |
عليكِ مساءة ً منها نُهيتُ |
لكنتُ أذقتهُ طعمَ المنايا |
بأبياتٍ ستبقى إن بِليتُ |
رضيت ُ بقسمةِ الرحمنِ فينا |
وأما عن أبيكِ فما رَضيتُ |
فَيسقيهِ الزمانُ صنوفَ حــزن ٍ |
ويصبحُ هائماً فيها يَبيتُ |