|
قُبيل العصرِ أذهلني الرحيلٌ |
وتاه الدربُ إذ غاب الدليلُ |
وعـــمَّ الحزنُ أركانَ الحنايا |
و لا عـوضٌ هناك ولا بديلُ |
وكان السعدُ في عينــــيَّ بادٍ |
بُعيدَ العصــرِ آتيــهِ أميــلُ |
اقطفُ من لقاءِ الحبِ وردًا |
يشنّفُ سمعي منطقه الجزيلُ |
أقاصيص وأخبار ومعنى |
ومبســـمه لـه وقعٌ جميــلُ |
فاحملَـــــهُ لقلب الدارِ حبًا |
فيُتعِـــــبَهُ بنا جســمٌ هزيلُ |
كريــمُ كفٍ مع أنفــاس مجــدٍ |
شجاعٌ ليس يخشى ما يقولُ |
عظيـمُ الرأي يصلـحُ ما بنفسي |
مُقدمٌ في الهيجاء طويلُ |
إذا سألت فلسطين الآن تنعى |
دماء الفخر إقبالاً تسيلُ |
وصاحبنا إذ نادى فجئناهُ |
ونار الحرب يذكيها الفتيل |
و غالــــــي ليثا في همامٍ |
عظيم الحب نبعهُ أصيل |
واخبروا يافا عن رحيلٍ |
وحتما سوف يبكيه الجليلُ |
بأنَّ الإلـــــه قضى فراقاٍ |
فسال الدمــــع أسعدهُ العويلُ |
وانشراح الصدر قد صار عبوسا |
فأبـــــــي في قبرِ عزٍ يقيلُ |
فكيف أبي ندركها المعالي |
وفقدُكَ يا غالي خطبٌ جليل |
ونورا كنت فينا حين تسري |
وما زال يظلنا مجدٌ ظليلُ |
أبي مهما قـــلتُ فأنت بحرٌ |
وكل ما قيل فيـــــك قليلُ |
هنيئاً يا حوارِ الخلد غالي |
فكم قاسى شوق اللقا عليلُ |
فضم القبر يا الهي عبداً |
رحيمَ قلبٍ عنائي يزيلُ |
فنوّر ذاك القبر يا الهي |
وريح الجنان له وصولُ |
وصلِ اللهم على نبيٍّ |
كلما غيّب شمساً أفول |