لَعَلا عِرَاقاً باسمِهِ القَمَرُ وَتَطَايَرَتْ مِنْ قَلبِنَا الشَّرَرُ
فَلَقَدْ رَأَى الأَعْداءُ مِنْ دَمنَا صَبْرٌ عَلَى حَرْبٍ لَنَا ظَفَرُ
فَمَتَى يَتُوبُ البَغْيُ مِنْ كَذِبٍ سَيَظَلُّ يَرْمِي بالعِدَا الحَجَرُ
أوَلَم يَقُولُوا : إِنَّنَا بَطَلٌ وَعَرَاقُهُم يَومَاً سَيَنْطَمِرُ ؟
فَعَلا النِّفَاقُ اليومَ وَارتفعَ فَمِنَ الكُوِيتِ استعلى قَذَرُ
أَهلُ الخنَا حِينَ الرّدَى خرجوا وَمَرَارةُ أَصْوَاتهم جَعَرُ
واستَكبرَ المستكبرونَ فَلَم يَتَعَاوَنُوا مَعَنَا فَهَل كَفَرُوا ؟
أَفَلا يَكُون الخَائِنونَ تَلوا بِكَتَابِ إِسْلامٍ أَتَى دُرَرُ ؟
فَلَقَد رَأَينَا نُورَه اللِّمِعُ وَرَأَوا عَذَاباً الآنَ يَستَعِرُ
أَوَلَيسَ فِي بَغْدَاد دَائِرَةً أَكَلَتْ جَمِيعَ مَنْ أَتَى ضَرَرُ
هَل أبصَرَتْ في البَصْرَةِ الصُوَفُ وَبِهَا زَهَى عَالِيَةً القَمَرُ
وَسَلامُنَا نُهدِيهِ لِلمُوصِل كَسَلامِ طَيْرٍ جَاءَ يَخْتَصِرُ
كَرَّ البَلاءُ اليومَ وَانطَلَقَا ونَجَفَتْ رَوَائِحُ بَغْيِهِم صُوَرُ
فَسَلوا أَبا مِنقَاشٍ البَطَلَ وَتَعَلَّمُوا صَيدًا وَلا تَفِرُوا
مَيْسُونُ يَا رَمْزَ النِضَالِ لَكِ دَعَوَاتنَا وَلَكِ الهُدَى يَنْتَظِرُ
إِنَّ الجِهَادَ اليومَ لا يَهِنُ وَمآذِنُ الصَّلَوَاتِ تَزْدَهِرُ
تَكبِيرهم كَالرّيحِ صَاعِدَةً بِصَلاحِهم بجِهادِهم نُصِرُوا
تُوني وَبُوشٌ وَمَن مَعَهُ ذُبِحوا هُنَا وَهُنَاكَ نُحِرُوا
عِلجٌ وَطَرْطُورٌ فَلا نُصِرَا إِنّ الجحيمَ لَهُم لَتَستَعِرُ
وَيقَارِنانَ القَتْلى عَلَى عَمَهٍ فَجِبالنا لا تِستَوِي حُفَرُ
سَارُوا وسِرنَا والتَقَى جُمَعٌ فَأَتَتْ جُيُوشُهُمُ تنقَبِرُ
ذُبِحُوا هُنَا حَتّى سَعَوا هَرَباً وَعِرَاقُنَا بَاقٍ سَيَنْتَصِرُ