موت’’ وموت’’ وموت’’ يصرخُ الأفقُ ويزأرُ البحرُ والأمواجُ تصطفقُ
نار’’ ونار’’ ونار’’ لاانخمادَ لها يكادُ من هولها الاصباحُ ينفلقُ
صاح الفراتُ وتلكم دجلةُ ارتجفت بغداد ياأمةَ الاسلام تحترقُ
يدكّها القصفُ والعدوانُ ينسفها لذبحها طائرات الكفرِ تنطلقُ
جاء الغزاةُ وماجاءوا لنجدتها من حاكمٍ لحدودِ الجارِ يخترقُ
ريبُ الخُطى بائن’’ في خبطِ أرجلهم والشكُّ من نظرات القوم ينبثقُ
بغداد تصرخ والمجهول يرقبها بين الغزاة وحزب البعثِ تنسحقُ
مساؤها حسرة’ في الصدر تعزفها روح ’’ من الموتِ لانبض’’ ولا رمقُ
أصواتها همساتُ الخوفِ تنبسها شفاهُ طفلٍ تساوت عنده الطُّرُقُ
ليل’’ من القتلِ منقوش’’ على يدها وشماً حزيناً وكلُّ الوشم مُختَلَقُ !
إن كان حاكمها الطاغوتُ عرّضها للنّهب والسّلبِ فالأطفالُ ماسرقوا !
بأيّ ذنبٍ ينام الطفلُ محتضنا دُمى الجراحِ وفي غفواته أرقُ
أُستُبدِلت بمرار الدمعِ حلوتُهُ وراح قيثارُهُ في الحزن يأتلقُ
وأيّ ذنبٍ لأرواح مسالمةٍ في موجةٍ من دُخانِ الجُرمِ تختنقُ
ماذا جنى طاعن’’ في السِّنِّ تطحنه آلاتُ غدرٍ ويَغشى نورَه غَسَقُ
شيخ’’ تشرّد لا أهل’’ ولاسكن’’ ماظَنَّ يوما عن الأحبابِ يفترقُ
الذنب ذنب طغاة ( البعث ) إذ فُتنوا بالمغرياتِ ولم يرضوا بما رُزقوا
عاثوا فساداً فتباًّ ليتهم ذَكَروا من قبلهم كيف لماّ أفسدوا مُحِقوا !
من يتبعِ النفسَ جلاّبا لشهوتها حتماً سيُظلِمُ في أحداقه النفقُ
تزول إن لم يصنها شكرها نعم’’ كم من ذوي نِعَمٍ في الأرض قد سُحِقوا !
أبكي عليك عراقَ المجد تدفعني ذكرى حضارةِ من للعلم قد سبقوا
قوم بهم أشرقت بغدادُ شامخةً لأنهم بكتابِ اللهِ قد وثقوا
أبكي العراق وما للدمع قد ذرفت عيني على زمرةٍ في فسقهم غرقوا
أبكي النساءَ وأبكي صبيةً ذبلوا كالوردِ يذبل لالون’’ ولاعَبَقُ
أبكي المساجد والتاريخ شاهدها تهوي كما قد هوى عن غصنه ورقُ
أبكي الميادينَ صار الموتُ فارسها كأنّ منها دُعاة الدينِ ماانطلقوا !
أبكي على ملحماتِ الخيل قد طُمِست ويح الفوارس هل يجري بهم عَرَقُ ؟!
صرختُ : بغداد فاجتاح الورى صمم’’ كأنما القوم ما قالوا ومانطقوا !
شعر/ حمدان بن سالم- السعودية-