( عبِّر عن نفسك دون أن تمسني بأذى ..!!) نبيل مصيلحي


لقد كفلت المجتمعات المتحضرة حرية الفرد في التعبير عن قوله وفعله في ممارسة ألوان الإبداع ومناحي الحياة , واعتبرته حقاً من حقوقه .. لا يسأله عنه أحد ولا يطغى على حقه أحد . وحتى نكون أكثر دقة فالتعبير عن القول والفعل حياة .
والحياة مكفولة بحق الله للجميع على وجه البسيطة إلى أن يشاء الله سبحانه وتعالى بنهايتها .
والإنسان عليه أن يتعامل مع مفردات الحياة بكامل حريته , ولكن بشرط ألا تطغى حريته على حرية الآخر الذي يسعى لممارسة هذا الحق .
والتعبير في الإبداع الأدبي والفني على وجه الخصوص هو الموضوع الذي أنشده وأردت الحديث فيه , وعليه فالكتابة النثرية والشعرية والفنون التشكيلية والمسرح والتصوير والرقص وخلافه من ألوان الفنون التي إن أطلق لها زمام التعبير عاشت , وإن فرض عليها أي أنواع القيود ماتت .. إلا قيد االأخلاق , وهذا من وجهة نظري , وأقول : ( عبِّر عن نفسك دون أن تمسني بأذى ..!!) .. هذا ما وددت اطلاقه , فالتعبير هو إطلاق البوح بالقول والفعل إلى فضاءات لا حواجز لها ولا حدود .
وكثيراُ ما يمارس البعض في هذه الأيام حرية التعبير بشكل فوضوي لا منهج له ولا غاية سامية سوى أن هؤلاء يعتقدون أن التعبير عن الحرية عشوائية القصد والهدف , غير ملتزمين بأخلاقيات إنسانية , وهذا هو التعبير الأهوج الصادر من شخص عن غير فهم أو عن غير وعي .
ولدينا الكثير من الكلام في موضوع حرية التعبير , فهي حرية مكفولة للمبدع دون محاولة التفكير مجرد التفكير في في الإقتراب من ذات الله أو الإقتراب من الأنبياء والرسل أو تناول دين الآخر وعقيدته أو تناول مشاعر الآخر أو الاقتراب من المقدسات بأذى , فهذه خطوط حمراء يجب ألا يتعداها المبدع الذي يريد التعبير عن قوله أوفعله .
أنا هنا وفي هذا الصدد أتعفف عن ذكر حادثة بعينها خرج المعبر فيها عن حرية التعبير , ولامس االخطوط الحمراء , هذا لأن من يفعل ذلك منهم ( جاهل ) لا يقدِّر قيمة الحياة , وهو إن صح التعبير كالبهائم التي لا عقل لها .....!!