إدانة الصفصاف






معارضة لقصيدة ( الأمل الجريح ) للشاعرة الكبيرة غيداء الأيوبي

أمـل ٌ وجرحُـكِ فـي بقايـا ثورتِـهْ


لا بُـدَّ أن يبقـى الوحيـد َ بزفـرتِـهْ


ساءلتُ هذا الليلَ عنك ِ فلـم أجـد ْ


لي كسرة ً مـن خبـز ِ بُقيـا سهرتِـهْ


لي في سطورِك ِ وقفة ٌ شربـت ْ دمـي


فلك ِ الهنـاء ُ إذا وفـرت ِ بسكرتِـهْ


شَـدَه ٌ يُقـارب ُ مـا يحـد ُّ تَطَلُّعـي


نحـو انحسـار ِ المستحيـل ِ بوفرتِـهْ


وهنا العراق ُ - إذا سمعت ِ - لَمُوجِـع ٌ


أحنو فيقسـو فـي الفـؤاد ِ بخطرتِـهْ


أنا كل ُّ هذا الويل ِ مـن سَهْـوِ المُنـى


أنـا نَجْمُـه ُ المشنـوق ُ طـيَّ مجرّتِـهْ


تشتاقُنـي الأوراق ُ حيـن َ يَسُوؤهـا


صمت ُ العيون ِ الغامضـات ِ بغمرتِـهْ


مـوّالُ هـذا الطيـن ِ قبـرٌ تـائـه ٌ


ترتـاح ُ أسمـاع ُ الخـراب ِ لحسرتِـهْ


وسـرابُ أغنيـة ِ الرجـوع ِ لفورتـي


يحسو انكسارَ تواتُـري مـن كَسرتِـهْ


كاثرتُ هـذا الظـن َّ قبـل وفـودِه


في رؤيتـي وأنـا الغريـب ُ بحضرتِـهْ


وصـلاةُ مأساتـي لـديـهِ رُتـابـة ٌ


للأمنيـات ِ الفـارعـاتِ بفـورتِـهْ


وتُناغميـن َ هنـا طريـدة َ قـوسِـهِ


وصِغارُهـا تشتـاقُ رؤيـة َ عثـرتِـهْ


يا لحظة َ الإرهـاق ِ يـا مُتَنَفّـسَ الـ


ـنَّهم ِ المُبـاح ِ لريبـة ٍ فـي فطرتِـهْ


لم تُنصف ِ الصحراء ُ وجـه َ فراستـي


وانا ابن ُ هذا الطيـن ِ آخِـرُ أسرتِـهْ


لِيُدينُنـي الصفصـافُ لحظـة َ طلّتـي


ويزيد ُ صُفرة َ عارضي مـن خضرتِـهْ


لـم أنتبـهْ أبـدا ً فـأوّلُ خـطـوة ٍ


مـوت ٌ فمـاذا الباقيـات ُ بسفرتِـهْ


واصلـت ُ مـد َّ مُئَـوّلات ِ مسيرتـي


وكسرت ُ في فكـري مرايـا حيرتِـهْ


وتَعَسّـرَت ْ سُنـنُ المخـاض ِ وليتَهـا


لـم تستفـقْ والمـاء ُ نـام َ بجـرّتِـهْ


ممّـا أشـاح َ إلـى النفـاذ ِ تَقَدُّمـا ً


عُقْمُ الشواهد ِ فـي سكـون ِ بُحيرتِـهْ


لكنّـه ُ التاريـخ ُ زيّــف َ مـوتَـهُ


لمّـا التجـأت ُ إلـى مواقـع ِ خبرتِـهْ


جرم ُ القناعـةِ فـي سفـور ِ غرابتـي


أدرى بإيعـاز ِ الـرمـاد ِ لجمـرتِـهْ


وأعود ُ أسألُك ِ الغـداةَ عـن الهـوى


وأنـا المُعانـي فـي تفاقـمِ عبـرتِـهْ


والمغرِيـات ُ مـن الرِّغـاب ِ تُعيدُنـي


لأبـادرَ التّيـارَ سـاعـة َ دورتِــهْ


أنا مَن ْ أضاع َ العطر َ خلـف َ رُكونِـهِ


والآن َ جـاءك ِ باحثـا ً عـن زهرتِـهْ


لي كلُّ هذا الصوتِ .. غُصّتُـهُ نـدىً


آفـاق ُ رجعتِـه ِ وجوهـرُ نُـدْرَتِـهْ


خلفي استراح َ الكوب ُ من شاي ِ الأسى


وأنا مضيـت ُ إلـى الهـوى ومغرّتِـهْ


خالفت ُ لحن الأرض ِ نحـوك ِ خطـوة ً


وربطـت ُ أحـزان َ الهـوى بمسرّتِـهْ


ولذاك َ تمنحنـي القلـوب ُ شعورَهـا


وانا أسافـر ُ فـي الوجـودِِ بسُورتِـهْ


تحتـاج ُ أن أبقـى القلـوب ُ فكلّهـا


تأتـي لقولـي كـي تفـوز بخمـرتِـهْ


لكنّـهُ المحضـور ُ أجّــل َ طلّـتـي


وشقـاء ُ أغنيتـي يُـسَـاءُ بنظـرتِـهْ


ولطالمـا وافيـت ِ منقبـتـي ولــم


تجـدي فنائـي أو ملامـحِ صـورتِـهْ


اذا ً البقـاء ُ ومـا سـواي َ سينتهـي


فـي سـرِّك ِ الأزلـي ِّ أو فـي عِبرتِـهْ


قد نمت ُ واحتضـن َ المـرام ُ رغائبـي


وسكبت ُ شهدي مُولَعـا ً فـي حفرتِـهْ


يا منتهـاي َ إلـى التّفَـرُّدِ أيننـي ؟؟


أو أيـنَ هـذا المنتهـى مـن سِدرتِـهْ


أغتال ُ صوتـي مـرة ً أخـرى لكـي


أُنْسَـى فآتـي بالجـديـد ِ ومُهـرتِـهْ


حتـى أرَتَّـبَ عالـم َ الفوضـى ومـا


آلـتَ إليـه ِ الماضيـات ُ بنُضْـرتِـهْ


أناْ لـو أغيـب ُ ولا دليـل َ لوجهتـي


عطري سيبقـى عابثـا ً فـي حجرتِـهْ


كالرَّسْـم ِ يُبقـي شكلَـهُ لمسـيـرة ٍ


بالروح ِ تستوحـي الحيـاة َ بهجرتِـهْ




تحياتي

سراب
الوصول



زيد خالد علي