"دربانُ" خــبِّرْ ما انجلى "دربانُ"
أَصحا الضميرُ أم ِ الكرى سلطانُ؟
أَمْ أََلحـــدوا التاريخَ والقسـطَ بــهِ
وتبـــرَّأَ الجبـــروتُ والطغيــــانُ
فإذا به الجـــاني ينــالُ شهــــادةً
أختامُهـــا مـــا أمهر َ الشيطــــانُ
وإذا بهـم يبكــونَ حَــــرَّا ً مجـرمــاً
وإذا الضحيَّـةُ حظُّــها الخُسْــــرانُ
وإذا بــهِ صـَـك ٌ علـــى أشلائـــــها
وإذا به ِ بــوقُ الردى ، عـــدوانُ
قبروا وما قبروا سوى ظـــنِّ الألى
نيـــلُ الحقــوقِ تســوُّلٌ وهــوانُ
جروا سيوفَ الحبرِ من أغمادهـــــا
ارثُ البُغـــــاثِ وأفـلتت لـــوزانُ
فإذا بهــا نارٌ على أوطـــانهــــا
وإذا بهــــا عندَ العـــدوِّ دخـــــانُ
لو أنهم تركوا الشعوبَ لأفلحتْ
لكــنَّ صنعتَهـُــمْ هـيَ الخِـــذلانُ
بَلبــالـهُم لا يستقيــمُ إذا غـــدوا
دونَ الخنــوعِ تخُّزهـــم عيـــدانُ
كيفَ السبيلُ إلى حقوقَ طِلابُها
دَميتْ به ِ الأجيــــالُ و الأوطـــانُ
حتى كأن َّ الموتَ دونَ عرينهـــا
حرسٌ على أبـــوابها الغـــربـانُ
أمـا خُطامُ الحـــقِّ فهـو مُحَنَّــطٌ
في الجبِّ يثوي دونَه ُ الأشطـانُ
ويحَ القلوبِ إذا اعترتـها ظلمـةٌ
سوداءُ وافتتنتْ بهــا الأذهــانُ
فمضتْ تزيَنُ كلّ َ ساقطة ِ هـوىً
والجُبنُ إن بُليت ْ بــهِ إدمــــانُ
جمعٌ تَصَدَّرُهُ الذئــــاب ُ تبختـــراً
أنيابُهـــا مصبوغـــةٌ و لســـانُ
قد أمسكتْ بعضاً من الذعرِ بـهِ
ترجوا اعتذارا ً منهمُ الحمـــلانُ
شوقي وقفتَ على القصورِ ولم تقف
لمـّـا تحجَّــرَ و اختفى الإنســــانُ
أتراكَ لو بَصُرتْ عيونُكَ مسرحاً
والَخزيُ ســوقٌ و العــدى خِــــلانُ
ما أنتَ قائلُ والعروبةُ هُتَّـــكٌ
أستارُها ، و حمـــاتُهـا الجـرذانُ
فلبأس ما حملت ْ بهِ أرحامــُـــها
ولبأسَ مـــــا ألقتْ لـهُ قحطـــانُ
لو أنّ دأمـــاءَ احتواهم َ بكـــــرةً
خيـــراً وانْ سَتَمُجُّـهـم حيتـــانُ
ماللامــــــاءِ و للمعاركِ شأوهــــا
عالٍ وضجَّ لهولــــها الفرســـانُ
فسلاحهنَّ إذا استقرَّت عبرةٌ
وطعانُهُن َّ إذا مضــت أجفــــانُ
عارٌ سيُكتبُ في جبينِ عُصابةٍ
قادتهمُ الغوغـــاءُ والخصيـــانُ
هبي جيــوش َ اللهِ فجـــراً إنمـــا
سيفُ الحقـــوقِ يظـــلُّه القــرآنُ
في القدسِ أخرجَ شطأهُ ثمَّ استوى
يدهُ الجوابُ وعزمهُ الإيــمانُ
أهدى إلى الإسلام معنىً لم يكنْ
يسطيعهُ الأبطالُ والشجعــانُ
قد زلزلَ الجبناءَ خلفَ قـلاعهم ْ
بدمٍ زكيِّ ، و زفّنيه ِ بيـــــانُ
اللهُ أكبرُ مــا تقـدَّمَ فــــارسٌ
لشهــــادةٍ ودمـــاؤهُ القربـــانُ
اللهُ أكبرُ مــا تمنَّـــتْ مـــرضعٌ
لوليـدها شرفـــاً هو المــيــدانُ
إن الحقــوقَ تنالُ حمـــراءَ وان ْ
سارَ الفداء ُ مشتِ لــهُ الأزمـــانُ
نردُ المنـــايا والمنــــايا حُلــــةٌ
فخرت بنا وتوشَّحت أوطـــــانُ
والصولجانُ على العروشِ كرامةٌ
أما البطولةُ طوعُـــها التيجـانُ
فاكتب ْ رفيقى سرَّ ملحمة ِ العلا
أسطورةٌ ورواتـــُـها النيــرانُ
لا صوتَ فوقَ زئيرِ آسـادِ الشرى
وليخرسِ السمسارُ والسجـــَّانُ
سيفُ الحقوقِ تأملوا آياتهِ
عظـــةً بحكمتها قضى لقمـــانُ