طيري الحزين أما تزال تحن لي
الجزء الثالث والربعين من قصيدتي ...رسالة الى اسير

ياطير هل شئنا نفارق حَيّنا
والفل مغتربٌ بكل بكاءِ
وفراشة الريحان غنّت في المدى
ألحان همستها بكل هناءِ
وهنا يعاودنا الحنين لبعضنا
من قلب أنْ نمضي لغير لقاءِ
فلنجعل التوديع أعصر بسمةٍ
تملا الفؤاد هناً بغير فناءِ
فلنجعل التوديع أجمل لحظة
وهنا الصباح ضياء كل مساءِ
تلك الفراشة قابلتني فجاةً
بجمالها الأخّاذ للإيحاءِ
إني برغمي للمهالك سائرٌ
لكنّ لقياها عيون روائي
أيّ المفاوز يامغادر ترتجي
لاحلّ في المهوى بغير بلاء
إنْ كنت أقوى من محال صروفها
فاخلقْ من التعكير كل صفاءِ
وبنجمةالأحزان تاهت رحلتي
وإلى المفاوز ذا الفؤاد يشائي
فكرت باللا حَلَّ في جبّ السدى
لأتيه باللاشئ في الأشياء
والدهر يكتبني بغير حقيقتي
في أسطر الإيذاء بالإيحاءِ
ماذا يخالجني بغربة أسطري
مازلت أجهلني بقرب فنائي
مازال ظني سابقاً أزمانهُ
لكنَّ رحلاتي لِطيف ورائي
وهدرتُ من سنّي بكل سخاءِ
ما لاأعوضهُ بكل شقاءِ
وبدون أن أدري مضيت لنحره
لأعود أحييه بغير رضاءِ
لاتخشَ من نشر الحقيقة إنّما
بعض الحِمام بحربة الإخفاءِ
لاشئ تخسره بكل مسيرةٍ
للاوجود بغربة الحرباءِ
وبحسرتي يوماً على ماليس لي
قبل الحمام فقدتني بلقائي
وبخشيتي منْ أنْ أُضيّع لحظتي
قطّعتُ منْ أجلي حبال بقائي
وهنا أتيه ولاأتيه بخطوتي
ضيّعتها ونحرتني بلقائي.....
وبخشيتي من أنْ أفارق روضتي
ألقيت نفسي فوق شوك هرائي
وبغير أن ادري هجوتُ بقيتي
حرصا على ماليس لي بجفائي
وبغير جدوى أو مبالاةٍ قضتْ
في حسرتي ذاتي على أشلائي
طيري الحزين أما تزال تحنّ لي
بفراقنا قدّوا جناح بهائي
فكرت بالطيران في جب الأسى
مِن ألف عمرٍ قُدَّ جنح هنائي
وتعيش في قلبي الكسير حشاشتي
ذكرى الهوى موتٌ بغير فناءِ
لم أخش من رميٍ يفتّت أضلعي
فبقاء فتْر البينِ شرّ فناءِ
ماعاد لي فلٌ ألاقيني به
فالشوك في قدمي وفي أحشائي
وبغير اي ترددٍ خضت السدى
وبكل الجائي إلى إردائي
وبحوزتي ديوان نظمٍ حافلٍ
بالتيه في الإيطاء والإقواءِ
ونظمتُ للآتي من الأرزاءِ
برثاء حلمي نصّ ألف هجاءِ
ورميت ذكرايَ أمام ترددي
ورحلتُ عنها للحقيق ورائي
وحشدت أنبائي لأدرس حالتي
فوجدتني سطراً بلا أنباءِ
إني إليك أيا نمية مشْيتي
والدهر أدماني بشوك لقائي
وبخشية التسميم في الارواء
ألدهر ما يدنو من التعساء
فلنخلق البسمات من كل حسرةٍ
ومن الهزيمة راية العلياءِ
وحيا باعماقي النوى فكأنني
إيماءةٌ أبدية الأهواءِ
ورمت مآسيها الحياة بخطوتي
فكأن في عمقي سرى البأساءِ
عرّى سواد الشعر أوجاع الصبا
حتى يتيه بكسوةٍ بيضاءِ
وأنا أتيه بفي المحال بذلّتي
مابعد مأساتي من الإيذاءِ
وألوح للماضي بكل مهامهي
وكأنني مامتّ بالإيحاءِ
ولوَ انني أخّرت نحر ضلالهِ
لنظمتُ ألف قصيدة ببكائي
ورفضتُ وصْل الحُلم في قمم الهوى
واليوم سُرَّ حضيضه بلقائي
ولربما يبدو قبول رزيئةٍ
حلاً لنحر بقية الأرزاءِ
والحل في المهوى قبول بليّةٍ
حينا لدرء حدوث شر بلاءِ
ونَبَتْ بيَ الأيام حين غررتني
فتحولتْ جرحاً بكل شفاءِ
قد رنّقت أبياتها بسرابه
لتفسر اللاشئ بالأشياءِ
وأبحتني هجوي برغم ترددي
لأصير أرثيني بمدح شقائي
بالأمس شاقتني مهالك رحلتي
واليوم ها أنذا بغير رواءِ
وهزجت في ويلي بكل رجاءِ
لأتيه من غيري بلحن رثائي
وغدوت في جب السدى متسربلاً
ومن الورا ما زلت في أنحاء
أنْ تحضن الريحان في كف الأسى
طيف المرورِ لبسمة الأفياءِ
والإنشغال عن الأهم بغيرهِ
تيهٌ بكل بليّةٍ وفناءِ
ولكل رزْءٍ في الحياة مضرةٌ
بالجهل تغدو أسوأ الأهواءِ
والعمر بالإمكان سعيٌ للهنا
والمستحيل فناء كلِّ رجاءِ
من هاجم البلوى بكل نقاءِ
بالصبر ما يحيا من السعداءِ
فدع الحياة تمرّ من دون المنى
إنْ كان ذلك أسهل الأرزاءِ
وإليك يا طيري الحزين مسيرتي
فإليَ لاجدوى من الإلجاءِ
ماعاد في ذهني مراحل رحلتي
وبدمعه يمحو فتات دهائي
كيف اللجوء الى الصباح مجدّداً
إني مع الذكرى يموت مسائي
إني بأحزاني أموت مجدداً
لافلَّ لاريحانَ في الأرجاءِ
هيّأت للمهوى بقايا خطوتي
وأعاتب الدنيا على اردائي
وبكل حزمٍ قد هممت بوصل ما
فيه الفناء بظُنّة الإبقاءِ
وحشدت أيامي لأبلغ مُنْيتي
وحرابها قد مزقتْ اشلائي
أودعت بعضي بعض أحلام الصبا
ونحرتها بالرأي والإجراءِ
وفتحت أكفاني هناك فلم أجد
إلاّ التمني لصق كل جلاءِ
وبدا لتيهي همس فلّ حكايتي
والشوك من حولي بكل هراءِ
وقد استبد بكل رأيي هاتفٌ
بي يهتف الباقي لكل فناءِ
وتمن خطواتي علي بوهمها
والحال منتظمٌ الى الإخلاءِ
اني انتدبتُ لكل وهمي حيرتي
في غربتي حتى قضيتُ ذمائي
وسررْتُ بالأوهام في سبل الهوى
حتى تحيط مكائد الأهواءِ
فرحلتَ ياطيري ولستُ براحلٍ
هذي دنى الإرداء بالالجاءِ
إني سفحت العمر من أجل السدى
وأسائل الايام عن إسدائي
وبرغم اني قد فقدت بنفسجي
مازال همس الروح في أشلائي
مازال صوت الريح في إيحائي
عني يسائلني بكل لقاءِ
إني إلى وهمي بدوني راحلٌ
وبغير فلّي هل يفيد بقائي
وبغير أن أنسى يمرّ بلحظتي
دهرٌ من الإلغاء بالإهداءِ
حتى كأني لغز وجهي صورةٌ
من غدرة التنكيل بالإحياءِ
هيّأتُ لللقيا رويّ غنائي
لأسير للبلوى بجرس هجائي
أهوال بعضي هفوةً قد خلتها
وتكاثرت فغدت مدى إجلائي
ويمنّ في اللقيا علي بقربهِ
جرسي ويلحاني بكل هجاءِ
ولّيتُ حظي حسم أمري عندما
أليلمع الأخّاذ ساد إزائي
مهما يكن قرب الفتى من حلمهِ
فبغربة التدبير يصبح نائي
عسَفتْ دروبي في المحال بمُنْيتي
والسير منتظمٌ الى الإخلاءِ
واذا تبقّى من دنانا لحظةٌ
فلنحيَ مافيها بكل رضاءِ
لاتجعل الأحزان تجني نبتها
وسط المهالك عشْ بكل رجاءِ
لاتنحر الأيام وسط اللامنى
بحلول همّك فالمنى متنائي
مهما يكن من دقة الإيحاءِ
فالحال في شوقٍ إلى الاجراءِ
ولكل أمرٍ في الحياة مطالبٌ
لاتخلد الأصوات بالأصداءِ
والقلب لايحيا بغير رجاءِ
والتيه مخلوقٌ من الأهواءِ
مازن عبد الجبار ابراهيم