|
لمّا اعتليت العرشَ أوّل مرةٍ |
|
|
غنى الوجود ترسّلاً وقصيدا |
وتقاسمَ الفقراء خبزاً يابساً |
|
|
ورجوا الصباحَ بأن يكون سعيدا |
يتجاسرون على عظيم جراحهم |
|
|
ألاّ تكون لها الوعود وعيدا |
أعطوك قصراً فارهاً ومكانةً |
|
|
فجعلت دستورَ البلاد حديدا |
وفتحت سجناً للضمائر مظلماً |
|
|
وجعلتَ أحرار البلاد عبيدا |
نادوك عن قربٍ فلم تسمع لهم |
|
|
ومنحت سمعك جاهلاً وبليدا |
حتى تنادوا مرغمين لثورةٍ |
|
|
أشعلتَ فيها العنفَ والتهديدا |
نزلوا إلى الساحات يهتف جمهم |
|
|
(ارحل) فكنت مكابراً وعنيدا |
وعدت كلابك والرصاص عليهم |
|
|
فاستلهموا صوت الرصاص نشيدا |
رفع الحرائرُ صوتهنَّ لمن غدا |
|
|
فوق التراب مجرّحاً وشهيدا |
فاليوم لاعذر لديك تقوله |
|
|
وغداً سترحل مفلساً ووحيدا |