دون اشتهاء الصَّحارَى شَجْوُهُ الوَجِلُ
يا غيمةً في سماءِ الوَجْدِ تبْتهلُ
ها تِيْكَ أنفاسهُ في الماءِ مُجْهَدَة
و الضوء من شرفة التبْريحِ يكتحلُ
يستدرجُ الظنَّ في تهويم مهجتِهِ
كَوْنَاً من الزيف ، حتى الشمس ينتحِلُ
تَبَّت مواجِدُهُ كم أبدَعَتْ شجناً
ما زال يبتدع المعنى و يبتذلُ
غيمُ اشتياقاتِهِ للحب ينظمها
، حد انصباب المرايا ، عارضٌ جَزِلُ
دون انسياب الأغاني في جوانحِهِ
هذي الخيالاتُ و الأشجانُ و الجُمُلُ
ما كان أغناه لو كانت روائعُهُ
عشقا بذات حبيبِ اللهِ تحتفِلُ
لله يا سيدي كم وجه قافيتي
في حضرة المدح يجلو ليلَه الجذل
كم ظل في قهرمان الشوق مجتديا
سراً لبارقة خضراء يا أمل
حتى تجلى من البرهان ما اغتسلت
بالوهج منه الظنون السود و العلل
قلبي منارات وجد في بشاشته
رشد المجرات و الجوزاء يختزل
ما مثل هذا الندى تنساب أنهره
سعداً ، بمن بالجناب الطاهر اتصلوا
ذاقوا الهوى واستلذوا طعم ساقية
ما مثلها في الهوى خمر و لا عسل
واستنظروا طلعهم فانشق من دمهم
صبح بلون الهوى العذري يشتعل
يا مصطفي يا شذى روحي و خاطرتي
هبني اللبانات ، إن العمر يرتحل
إن القصائد في تهويمها مدن
من زنبقاتٍ ، و في تجريسها قُبَلُ
لكنني لا أري ظلي على قدرٍ
، يا حضرة المصطفى ، معناه يرتجل
فجري الذي أتقن النجوى و فلسفها
ما زال كلَّ أماسي البعد يحتمل
هل سوف يشرق فكري بعد نهضته
شمساً هلامية في نبضها خلل
هبني ، إمام الورى ، ما فوق أمنيتي
إني بما لاح من كفيك أبتهل