كثيراً نردد إنما الأمم الأقلام.. ونظن أن سيول المحابر ستجرف الجهل، وأننا سننتصر على هزائمنا.. وعلى جميع أنواع المعقمات، لكن مع كل شروق وغروب، تخبرنا الشمس أنها ما بقيت.. وتخبرنا أن الوحيد الذي لا يقتل، يطعن هو القناع، وأن الأدوار تبدلت على مسرحها.. وأن القيم أول من ترحل بعد حرق رداء الحقيقة، وأن المستقبل وهم العقل والحاضر خريف القلب، والماضي سراب لا تصل رسائله بل يمضي بجواب هارب بصمت الأسئلة، وأن السلام محاصر بمقاطعة تسودها الفوضى، ممتلئة بالطفيليات المتسلقة بعشوائية على ظهر الخديعة، وتخبرنا عن المحتل والمختل، السلاح، التاريخ، السقوط ، عن الجحيم تخبرنا.. ونسمع من بعيـد صوتا ينتحب