الأخت جهاد بدران ..
معروف لدينا أن هناك أنواعاً عديدة من الاغتراب..
منها على سبيل المثال..
اغتراب فكري
اغتراب أخلاقي
اغتراب نفسي
اغتراب مكاني وزماني.....الخ
1_ما هي أشد أنواع الاغتراب أثراً وتأثيراً في تجربتكم الحياتية والإبداعية؟
2 _ الاغتراب المكاني والزماني كيف يؤثر في التجربة الشعرية؟
السلام عليكم اختنا الرائعة جهاد بدران
شكرا كبيرة على تواصلك الجميل وسؤالك الذي أظنني قد عايشت بعضه
ولكنني ارى ان كل انواع الاغتراب لها تأثير ايجابي او سلبي على اي اديب كونها تنقله من حالة الى حالة ومن ظرف الى ظرف مختلف جديد ربما يعيشه اول مرة ومن فكر الى فكر كان يحمله
وأسوأ انواع الإغتراب هو الاغتراب عن النفس فهذا النوع من الاغتراب يجعل النفس في متاهة بعيدة عن السيطرة عليها وحركتها تصبح مقيدة متأزمة لا انطلاق بها ولا معرفة بذاتها واظنها تجعل من حرف الأديب مكتئبا مقيدا بقوة ولا يرى الا السواد
والإغتراب الأخلاقي هو السقوط في هاوية سحيقة ما حية لكل ما كان الانسان تربى عليه لأنها الحياة الجديدة ستكون مبهرة له سارقة لكل افكاره وناسفة لتقاليدة واملتفة على الدين والقيم
متمسكة بالتبعية لاصحاب النهج المسيطر على الذات وهذا يقود الى ادب هدام
اما الاغتراب الفكري فهو سيء ايضا اذ انه يخرج القلم عن مساره لأصيل الى التبعية وان بدا
للنفس انه الرقي واسوأ ما يكون عليه هو الخروج عن الاصل ونكرانه وإعمال الهجوم عليه
واما الاغتراب الزماني والمكاني فهو ايسرها لانه يبقي على نهج الاصالة ولكنه يعيش على الحنين والعودة للاصول كلما احست النفس بابتعادها ..وهذا يقود الى ادب مثمر متجدد وملون ايضا بالوان الثقافة الجديدة واستخدامها استخداما مفيدا رافعا للاصالة ومجددا بها دون الخروج
عن التهج
وبالنسبة لي فقد عشت الاغتراب المكاني واظنني كتبت عن الحنين وعن صور الشوق للمكان الذي غادرته ولم يتوقف هذا لحظة ففي كل لمحة اجدني اعيش مع بدايات حياتي ولهذا ايضا ما زال الوطن يعيش بي بقوة وما زالت العين تدمع مع كل ذكرى سواء للانسان او للمكان
وما زال الخط على حاله ولم يبتعد والتجديد لا يمنع ولا يخرج عن الأصالة
كل الحب والتقدير لقلبك الجميل اختنا جهاد ..