من وحي الغربة

من وحي الغربة
مجاراة ( البردوني )

تَقُوْلِيْنَ: أيْنَ، وَدَارِي مُزَاحْ
تَعَمَّدْتِ جُرْحِي، وَقُلْتِ: مِزَاحْ

سَألْتِ عَنِ العُشِّ في هِجْرَةٍ
بِعِيْدًا، مَشُوْقًا، كَسِيْرَ الجَنَاحْ

تَقُوْلِيْنَ: أيْنَ؟، وَعُشِّيْ صَدَى
رَمَادٍ، وَحِيْطَانُهُ مِنْ رِيَاحْ

وَفقْدٌ يقيم وَرَاءَ الجَفَاءِ
وَخَلْفَ حُدُوْدِ الوِصَالِ المُتَاحْ

هُنَالِكَ حَيْث المُنَى تَرْتَمِي
على غَلَّةٍ في أكُفٍ شِحَاحْ

وَحَيْثَ النَّوَى في طَرِيْقِ الرَّجَاءِ
على اليَأسِ يصلب روح الرواح

لِمَاذَا أُجِيْبُ، وَتَسْتَنْهِضِيْنَ
غَرَامِي فَيَصْعُبُ كَبْحُ الجِمَاحْ

وَأُحْرِمُ بِالحُبِّ مِنْ (ذِيْ مُنَى)
إلى عَرَفَاتِك دون ارتياح

وَفِيْكِ أطَوَافُ طَوَافَ القُدُوْمِ
وَأعْركُ حَاجِزَ خَوْفِيْ اجْتِيَاحْ

وَيُوْرِقٌ غَصْنٌ على شَفَتَيْكِ
يُبَرْعِمُ أغْلَى الأمَانِي أقَاحْ

وَمِنْ لا وجود تُشِيْدُ المُنَى
لَنَا في المَمَالِكِ عَرْشَ النَّجَاحْ

وَيُخْلِيْ لَنَا الدَّهْرُ حُضْنَ الرَّبِيْعِ
وَيُهْدِيْ لَنَا كُلَّ مَرْجٍ وِشَاحْ

محمد الحميري
2 فبراير 2020

وَلجتُ أداوي نزيفَ الجراحْ
...........................وأملأُ دلْوي بماءٍ قُراحْ
مِن الوَحْيِِ وَحْيٌ يثيرُ الشَّجى
.....................وأوَّلُ شَجْوي البَعيدٌ المُتاحْ
وَماذا أقولُ وَرَجْعُ الصّدى
....................يُسافِرُ عبْرَ انزياح الرِّياحْ
يُشرِّقُ غرباً يريدُ المُنى
......................يُغرِّبُ شرقاً يَغذُّ الجناحْ
شمال الجنوبِ يَمدُّ الخُطى
.................وَهذي الجِهاتُ لهُ مُستراحْ
ستبتلُّ يوماً بقطر النّدى
..............عُذوقٌ الأماني وَتنمو الأقاحْ
وَيوماً تعودُ مَهاجرُ طيرٍ
...........لِخُضْر الرَّوابي وَنور الصّباحْ

نص بديع وإيقاع جميل .. أجدت وأحسنت وحلقت في فضاء عال .. دمت في رقي شاعرنا المبدع

كم لشعرك من جمال ومقدرة على اجتذاب المتابع

شكرا لما حمل من ادوات اكتمل نصابها فجاء رائعا
مودتي

وَلجتُ أداوي نزيفَ الجراحْ
...........................وأملأُ دلْوي بماءٍ قُراحْ
مِن الوَحْيِِ وَحْيٌ يثيرُ الشَّجى
.....................وأوَّلُ شَجْوي البَعيدٌ المُتاحْ
وَماذا أقولُ وَرَجْعُ الصّدى
....................يُسافِرُ عبْرَ انزياح الرِّياحْ
يُشرِّقُ غرباً يريدُ المُنى
......................يُغرِّبُ شرقاً يَغذُّ الجناحْ
شمال الجنوبِ يَمدُّ الخُطى
.................وَهذي الجِهاتُ لهُ مُستراحْ
ستبتلُّ يوماً بقطر النّدى
..............عُذوقٌ الأماني وَتنمو الأقاحْ
وَيوماً تعودُ مَهاجرُ طيرٍ
...........لِخُضْر الرَّوابي وَنور الصّباحْ

سرني رقي حضورك الذي دائما ما أرتقبه أستاذ أحمد.
تقبل شكري وتقديري الكبيرين

الحقيقة أن البردوني شاعر ملهَم ملهِم
والحقيقة أنني كلما قرأت لك أيقنت بأنك شاعر حقيقي
قصيدة جميلة حدّ الطرب
تحيتي وتقديري

الله الله الله
قصيدة مدهشة أخي الحبيب محمد حمود الحميري
سلمت وأسعد الله كل أوقاتك
وأرجو الله أن تكون بخير وعافية
تحيتي وخالص محبتي

شائقة ماتعة معبرة ـ وفيها صدق المشاعر وقوة المعنى وجمال التصوير
نص جزل وجرس بديع ـ أجدت لغة وتصويرا وأحسنت أداء وسبكا.
تحياتي وتقديري.

قصيدة جميلة حلوة الصورة شجية المعاني
رفيعة الحس، حلوة الجرس
دام بهاء حرفك وروعة معانيك وبورك نبضك ودمت موفقا.